يبحثون عن تأويل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصريح الصحيح، ويأخذون إطلاقات السلف كأنها مسلمات لا تأويل لها!
من عجائب منهج الحدادية أنهم يتمسكون بإطلاقات بعض علماء السلف في مسائل التكفير، ويجعلونها حقائق لا تقبل النقاش، بحيث من خالفها فقد خالف أصول الإسلام، رغم أن هؤلاء العلماء أنفسهم لم يلتزموا بهذه الإطلاقات في تطبيقاتهم العملية كما يفعل الحدادية اليوم حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير أعيان العلماء.
وفي المقابل، لما أطلق الشيخ عثمان الخميس حكم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “من كفّر مسلمًا فقد كفر” على من كفّر الإمام النووي رحمه الله، رأينا من الحدادية اعتراضًا وتكذيبًا لهذا الحكم العام، واتهموا الشيخ بتكفيرهم، وهذا الاعتراض إنما هو في حقيقته اعتراض على كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
فالشيخ عثمان يتحدث عن الإمام النووي رحمه الله، الذي أجمعت الأمة على إسلامه من عصره إلى يومنا هذا، ولم يكفره أحد من العلماء بل الإجماع على الثناء عليه وعلى علمه وإمامته.
ورغم أنكم كنتم تزعمون أن مشكلتكم مع الإمام النووي هي في بعض الأخطاء التي وقع فيها، إلا أنكم تهربتم من التصريح بإسلامه حين طُلب منكم ذلك، ولما وُجهت لكم تهمة تكفيره، أنكرتم، لكن الحقيقة ظهرت الآن بوضوح، فقد أصبح جليًا أنكم تكفرونه علانية، والدليل على ذلك انتفاضكم على كلام الشيخ عثمان الخميس الذي لم يسمِّ فيه أحدًا، بل أطلق حكمًا عامًا.
أنتم الآن تدافعون عن الغلاة الذين يكفرون الإمام النووي، واتضح أن كلام الشيخ عثمان كان بمثابة اختبار أظهر حقيقتكم. والله ما رأيتُ مثل هؤلاء في غلوهم وتسرعهم في التكفير.
وعندما يتعلق الأمر بتأويل كلام النبي صلى الله عليه وسلم، تجدون لهم تأويلات في كتب العلماء الذين تكفرونهم، مثل الإمام النووي والإمام ابن حجر رحمهما الله.
فالخلاصة هي: أن هؤلاء الحدادية يعظمون كلام بعض علماء السلف حسب هواهم، ويردون كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بل يطلقون على من يُطبق كلام النبي وصف التكفيري، ويزعمون أن الشيخ عثمان الخميس كفّرهم، والله المستعان.
مصطفى الشرقاوي