الأستاذ عبدالعزيز الشعبان كان من قادة الفكر الليبرالي في الكويت وتاب إلى الله بعد أن اكتشف أكذوبة الحقوق والحريات الغربية وزيف هذه الأفكار وأصبح من أشد الناس مناهضة لليبرالية!
كتب اليوم في صحيفة النهار الكويتية: ماذا تعلمت من غزة؟
المجتمع الدولي كذبة، المعاهدات كذبة، قوانين حماية المرأة والطفل كذبة، جميع الشعارات والمبادئ التي أُرغِمنا على حفظها وتجرعها كذبة، فبعد الدمار والإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا في غزة أيقنت أن الإنسان العربي والمسلم بشر من الدرجة الثانية فدمهم أرخص من التراب، وأن السلاح والمال هو الفيصل في تحديد المجريات ولا عزاء للعدالة والسلام، فحقوق الإنسان للإنسان الأبيض الأشقر الافرنجي فقط، وما سواه هُم حيوانات بشرية كما صرّح وزير دفاع الكيان الصهيوني بوصفه الفلسطينيين، لقد تعلمت أن بعض الأنظمة لا تمثّل بالضرورة طموح ورؤية وموقف شعوبها، وأن بعضاً من هذه الأنظمة ما هي إلا العائق الأول لتحرير فلسطين، ولذلك تم إيجادها وفرضها، تعلمت ما غاية حدود سايس بيكو الملعونة، تعلمت أن هناك من الصهاينة من يصلّي معك العشاء في الصف الأول، وما أن ينتهي من صلاته إلا ويردد الدعايات الصهيونية مصرّحاً بإرهاب المقاومة وتخذيلهم وتخوينهم.
تعلمت أن جيش الكيان ومخابرات الموساد أسطورة تمت هزيمتها ودحضها بدهاء يحيى السنوار ورفاقه وخطابات أبوعبيدة وبسواعد المقاومة الأبطال، تعلمت أنه لا عزة ولا اعتزاز إلا بثقافتنا وهويتنا، فالغرب أصبح ينسلخ من كل قيمة أخلاقية وثقافية وأصبح يتعبد بسفك الدم وباتت ثقافته المادية محصورة ما بين نشوة الخمور والمخدرات ونصرة الشذوذ وتغيير جنس الأطفال فقد تخطت أوروبا وأميركا كل حدود العقلانية وأصبحت تتراقص حول الملذات والنفعية ولو كانت خارجة عن المنطق والعرف الإنساني، فلو تريد أن تصبح كلباً بشرياً فخيارك سيتم صونه واحترامه، ويعتبر هو حقاً من حقوقك، وإذا تريد نصرة الانسان الفلسطيني وفق حرية الرأي والتعبير فسيتم اضطهادك ونبذك وربما طردك من العمل بتهمة معاداة السامية، تعلمت أن المقاطعة للمنتجات التي تدعم الكيان الصهيوني شكَّلت لنا وعياً جديداً حول كيفية خلق اكتفاء ذاتي يعتمد على صناعتنا المحلية والتي تعزز التجارة الداخلية والسوق المحلي.
تعلمت أنه حينما تدق ساعة الصفر سينزع الغرب نفاقه الانساني وسيصبح متحدثاً باسم العنصرية والاستعلاء على بقية البشر والرعاة الأوائل للبربرية والإرهاب فاسألوا أهل فيتنام والهنود الحمر والعراق وغيرهم ماذا فعل بهم الأميركان، واسألوا أفريقيا والجزائر ماذا فعلت بهما فرنسا، وماذا انتهكت بريطانيا في كينيا، فهل هؤلاء حقاً يريدون السلام والإنسانية؟ أم يستخدمون تلك الشعارات لغاياتهم الخبيثة؟ فما يحدث اليوم في غزة والقضية الفلسطينية قد ظهرت نتائجه الأولية شيئاً فشيئاً عبر إعادة تشكيل الوعي البشري من جديد، إذ تم تفنيد «حدوتة» إنسانية الغرب ومبادئه المزيفة وقوانينه الدولية الشكلية اليوم، وسيتوالى سقوط أسطورة الدومينو الصهيونية والغربية غداً وبعد غد بإذن الله ولنا في كل مقامٍ مقال، والسلام.