لم أكن أنتظر من اليسار والخضر أن يعلنوا رفضهم لدعم إسرائيل، هذا لايمكن لعاقل أن يطلبه من أحزاب أوروبا الغربية.
فقط، كان لدي بعض من (العبط والهبل) الذي جعلني أظن أن خطابهم الحقوقي الذي يستنكر إزعاج النمل الذي يسير على الحوائط وينادي بإعطائه حقوقه، سيقف حائلًا بينهم وبين تأييد المجازر في غزة! لكني كنت مخطئًا تمامًا هذه المرة.
المستشار شولتس، وزيرة الخارجية وكثير من القيادات، كانوا يواجهون من الصحفيين بإفادات وصور مرعبة! هولوكوست حقيقي أمام أعينهم! لكن واحدًا منهم لم يحترز على الأقل لإنسانيته، بل أصروا جميعًا على رفض المطالبة بوقف إطلاق النار!
الإعلام الألماني تحول إلى شكل أحادي قمعي يُملي على منتسبيه مايقولون ويرفض إبراز أي تعاطف مع الضحايا من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين.
هل تعلم مايغيظك أكثر؟
إذا عشت مثلي وسط الألمان وعاشرتهم في العمل، تجدهم شخصيات (حريصة بزيادة في كل مايقولون ومايفعلون) والواحد منهم يخشى أن يصدر حكمًا ما أو يتفوه بقول ما ضد مغتصب أطفال مثلًا، مخافة المسؤولية القانونية والتسرع في إصدار الأحكام وكثير من هذه الأشياء.
في الحالة الفلسطينية كان حكم الإعدام للفلسطينيين وتأييد المجازر الصهيونية أسهل لديهم من شرب المياه وآكد من كل حقيقة مؤكدة!
لازالوا حتى هذه اللحظة، يتعامون بشكل واضح عن كل الحقائق المثبتة أمام أعينهم بالصوت والصورة ولازالوا يؤكدون على دعم المجازر ويسمونها دفاعًا عن النفس!
قبل أكثر من ٧٠ عامًا وقف ٣٠ مليون ألمانيًا يصفقون لهتلر وهو يقتاد اليهود للقتل والحرق، اليوم يصفقون هم للصهيونية وهي تصنع الهولوكوست الخاص بها!
يبدع الألمان ويتخصصون بشكل دقيق في اقتناص اللحظات الفارقة من التاريخ ليقفوا دائمًا على الجانب الخاطيء!
دسوقي أحمد