لا شك أن ما يحدث في الغرب الآن قد تجاوز أفعال قوم لوط بمراحل كثيرة وعندي على ذلك أمثلة كثيرة فقوم لوط مثلاً كانوا يأتون الذكران -وهي جريمة شنعاء- ويمارسون المنكر علنًا ويتعرضون لأهل الصلاح وقد وقع ذلك كله وزيادة في الغرب فهم الآن لم يتركوا فاحشة ولا طريقة من طرق قوم لوط إلا وسلكوها وأصبحنا نرى مسميات عجيبة مثل متعدد وثنائي وغير محدد وعديم الجنس و….. وهذا لم يحدث قط في تاريخ البشرية كلها ولم يفعله قوط لوط على إجرامهم!
أضف إلى ذلك كله جراحات التحول الجنسي عبر الإخصاء (قطع العضو الذكري) ومحاولة زراعة المهبل وقطع أثداء النساء ومحاولة إخراج نتوء يشبه عضو الرجل وغيرها من العمليات البشعة وكذلك الهرمونات وهي كارثة وأيضًا إجبار الأطفال على تعلم هذه الفواحش وتقبلها وامتحان الناس ومعاقبتهم على رأيهم حتى الأطفال لم يسلموا منهم!
ورغم أن أفعال قوم لوط كانت أقل من ذلك بكثير (وهي على قلتها شنعاء) لم نقرأ في القرآن ولا في السنة عن إيجابياتهم بل رأينا الذم والفضح والترهيب والتخويف من العذاب وهذا ما نفعله حاليًا!
ومع ذلك كله للأسف نرى الآن بعض الأشخاص من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا يتهمون قناتي وغيرها بالمبالغة ويقدمون أنفسهم وكأنهم أهل الإنصاف والعدل ويستشهدون بآيات وأحاديث في غير موضعها ويقولون لماذا لا تذكر الإيجابيات وتركز فقط على السلبيات!
سؤالي لهؤلاء: لماذا لم يذكر القرآن الكريم إيجابيات قوم لوط عليه السلام وركز على السلبيات فقط؟!
ولماذا لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض إيجابيات القوم من باب الإنصاف؟!
بلا شك فإن قوم لوط وغيرهم من الأقوام كانت لديهم إيجابيات في أي مجال ومع ذلك كل هذه الإيجابيات لا قيمة ولا تستحق الذكر مقابل ما وقعوا فيه من فاحشة منكرة تستوجب العذاب والهلاك!
في المقابل نرى ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على بعض أخلاق وأفعال العرب في الجاهلية بل من المعلوم أن الإسلام أقر بعض هذه الأخلاق ونرى أيضًا ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدل النجاشي قبل إسلامه وقد كان كتابيًا وكذلك ثناء عمرو بن العاص على الروم كما عرفهم في ذلك الوقت (وهو لا يعلم الغيب)!
كفار قريش وأهل الكتاب يمكن التفاهم معهم وردهم إلى صوابهم وأما قوم لوط فلا دواء لهم سوى العذاب والهلاك لذلك كانت نهاية المطاف خروج لوط وأهله من بينهم وإهلاك هؤلاء القوم الذين تمكنت منهم الشهوات إلى أن قالوا: أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.
نحن عندما نتحدث عن القوم حاليًا لا نتحدث عن حالة فردية بل قوانين وأعلام ترفع في كل مكان ومواد تدرس ومسيرات تخرج في الشوارع وقوة عسكرية تدافع عن هذه الفاحشة وتحميها رغم وجود فئة ترفض هذا الفعل ولكن بصفة عامة الغرب هو الممثل الرسمي لفاحشة قوم لوط ينشرها ويدافع عنها ويعاقب من يعترض عليها ويفرضها على الأطفال من سن الحضانة تعليمًا وتشجيعًا فإذا قرر الطفل التحول سخرت له كل الوسائل وعوقبت أسرته إذا رفضت ذلك.. إنه الجنون!!
حتى الفئة المعارضة للفاحشة في الغرب والتي يستشهد بها هؤلاء أحيانًا وهي تختلف من دولة إلى أخرى فمثلا في أمريكا كثيرة وفي كندا ومعظم دول أوروبا وأستراليا وبريطانيا قليلة ومع ذلك فهؤلاء لا يرفضون الشذوذ بالكلية بل هم فقط يرفضون فرض هذه الفاحشة على الأطفال ونشرها بهذا الشكل الفج ولا يمانعون من وقوعها أو وجودها بين البالغين!
نرجع إلى جماعة الإيجابيات: العجيب أن إنصاف هؤلاء يظهر فقط مع الغرب بينما لا يتورعون عن جلد المسلمين وتشويه صورة بلادهم بالباطل بل وتعميم الحالات الشاذة على مجتمعاتهم لإثبات أن الغرب أفضل أو يساوي هذه البلاد في المنكر ومن النادر أن يتحدث هؤلاء عن إيجابيات بلادنا!
أشفق على كل شخص سطر كلامًا أو خرج في فيديو يحاول فيه الظهور بدور المنصف مع الغرب بوضعه الحالي وأرى أن هؤلاء لا يبتغون وجه الله وهم أبعد الناس عن الإنصاف فالغرب حاليًا وبكل وضوح يتبنى فاحشة قوم لوط التي تسببت في هلاك أقوام بأشد أنواع العذاب!
أمس بايدن نشر صورة علم قوم لوط وقال نحن أمة الفخر (الشذوذ) ورئيس وزراء كندا خرج في احتفالية لرفع أكبر علم في كندا لدعمهم وجميع رؤساء وحكام هذه الدول ومؤسساتها تدعم هذه الفئة وأعلامهم الآن أغرقت جميع شوارع دول الغرب ومؤسساتها التعليمية والصحية ثم يحدثني أحدهم عن الأنظمة الصحية والشوارع النظيفة والشرطة اللطيفة و…!
والله يا أخي أخشى أن تكون على خطى زوجة لوط عليه السلام أما نحن في طريقتنا التي تراها مبالغة أو متشددة فنحن على درب لوط عليه السلام ومن معه وقد أمره الله تعالى بالإنكار الشديد على قومه وتخويفهم بالعذاب وفي نهاية الأمر أمره بالخروج من هذه الأرض بعد استفحال أمرهم وهو نفس الوضع في الغرب وهذا ما ندعو المسلمين إليه ولا نلتفت لتلك الإيجابيات المزعومة فهي لا تغير من الواقع شيئًا.
كتبت كلماتي هذه بعد قراءة منشورات لبعض الأشخاص المساكين وهم يحاولون إظهار أو إثبات اعتدالهم مع الغرب ويظنون أنهم يحسنون صنعًا!
أدعو هؤلاء إلى قراءة دقيقة لقصة لوط عليه السلام وإعادة النظر في مواقفهم وإذا كانوا يخشون على أنفسهم فلا نطلب منهم سوى الصمت إذا كانوا لا يستطيعون الجهر بعداوة القوم ومفاصلتهم وتشويه دينهم الجديد دين الجندر ونحن نقوم بذلك عنهم!