عيد سعيد لكنّ، لكنّ رجاءً لا تكونوا مثلنا
أخواتي أمهاتي صديقاتي في كلّ الدول العربية، سلام عليكن، أتمنى أن تكونوا بخير، اليوم لا عمل، أردت أن أخرج، لكن أردت أن تصلكن هذه الرسالة مِني، مِن الواقع، الشيء المخفي أو ربّما الزائف الذي تضنونه عن المرأة في الغرب، تعتقدن أنها حرّة، وتعيش بالجنة، وتتمنين لو تعشن مثلها ؟ هذا ما تعتقده الغالبية منكنّ؟ أليس كذلك؟
—
المرأة في الغرب مجرّد جسد، تتعرض لأشكال الظلم والإستغلال والتمييز، ربما الأمر بسببها، لقد ناضلت لعقود من أجل مساواتها بالرجل، أن تكون مثله تخرج وتفعل وتسافر وتواعد بحرية، لا أحد يمنعها والقانون يحميها، لذلك تعلّمت المواعدة بالمدارس منذ الصفوف الأولى، جنس ومبيت واحتفال بأول قُبلة، تكبر فتصبح آلة جنس، تتعلم أن تدخن، أن ترقص بالملاهي، أن تسكر لمرّات، أن لا يتحكّم بها أحد حتى أهلها، الحرية وحركات الــ Feminism، وما يُسمى “تحضر” جعلها هكذا، مجرّد مسخ يتم استغلاله حتى في العمل، فحتى راتبها أقلّ من راتب الرجل في المناصب الخاصة والعامة إلاّ إن كانت تشغل منصب سامي أكاديمي، أو قيادي، أو سياسي. وفي الأخير تتزوج برجل يشبهها رائحته نتنة بقذارة الجنس والأخلاق الماجنة.
—
لا أعرف الكثير عنكنّ، لكن أعتقد أنّكنّ الأفضل، لا أفضل من فتاة يحميها أهلها مِن كلّ شيء، مِن نفسها ومِن مخالطة الرجال الغرباء، ومِن أمور كثيرة تسيء لسمعة الفتاة، وكأنها جوهرة يخاف من تشويهها، لا أفضل من فتاة يملأ القرآن قلبها فتعيش كسيدة راقية لا يلمسها إلاّ ملكا مثلها.
عن نفسي لو لم أكن مسلمة أبا عن جد، ولو لم يراقبني أهلي، لكنت مثلهنّ، ولكان عدد أطفالي بعدد سنين عمري وأمور أخرى. وتسألون كيف نحيا؟ إنّنا نحارب كلّ يوم. نحن لا نعيش أيامنا، نحن ننجوا منها.. ولا غالب إلآّ الله.
—
عيد سعيد لكل النساء
بقلم: نادية رفائيل القرطبي
الباحثة والأستاذة بجامعة برشلونة – إسبانيا