يقول الشيخ الطريفي حفظه الله عن قوم لوط:
والعقل يقتضي أنهم ما أمسوا أسوياء عقلاء على الفطرة ، ثم أصبحوا يبحثون عن الرجال ليواقعوهم ..
أو اجتمعوا وهم أسوياء وخرجوا بنتيجة واحدة تجويز الشذوذ = هذا لا يُتَصور عقلاً ..!
وإنما تدرجوا في الانحراف ..
فهم لم يستبيحوا أدبار الرجال إلا بعد استباحة أقبال النساء وأدبارهن، ثم تدرجوا في الشذوذ إلى الرجال ..
وهذا مالم يذكره القرآن لدلالة العقل والحس عليه ..
فمن تردى من رأس جبل لن يصل إلى الأرض إلا وقد تدرج على الجبل كله!
فلا يُعقل انقلاب الفطرة في يوم أو شهر أو سنة واحدة ، فجميع الحواس النافذة إلى العقل كالسمع والبصر والحس تتغير بالتدرج وتألف ، بل وتنتكس ولا تشعر ..
فالسمع لو جاءه أزيز أو طنين دقيق، ثم تدرج مرتفعاً في دقة متناهية، حتى بلغ ضجيجاً فإنه لا يشعر بتغير في حاله ..
ومن كان على فطرة سوية لا يستطيع السكون مع ما يسمعه إذا سمعه لأول مرة .. وهكذا البصر والحس والذوق والرائحة الكريهة .. وهكذا يصل التحول عن الفطرة والدين والأخلاق أقصاه بالتدرج ولا يشعر بذلك ..
(العقلية الليبرالية [ص : 180])
تعليق الأخ يونس زخباط
ما قاله الشيخ الطريفي حفظه الله في عرض التدرج هو منهج عام لكل انحراف حاصل ، سواء كان فكري أو عملي ، ولهذا كان سد الذرائع وعدم تعريض النفس للباطل من أعظم أدوات السلامة في الدين ..