قُتل من الأنبياء من قُتل، ويأتي بعض الأنبياء يوم القيامة بلا أتباع؛ لأنّ أممهم قد كذّبتهم ونفرت منهم.. ومع ذلك لم يُهزم نبيّ قط.. والسبب أنّ المعركة الكبرى للأنبياء ليست جمع الأتباع بكلّ سبيل، وإنّما هي إعلان البراءة من “أوثان” العصر، سواء كانت هذه “الأوثان” من حجر، أو لحم ودم، أو فكرة جاهليّة يركع الناس في محرابها.. وقد جهر الأنبياء كلّهم بالكفر “بالأوثان”، وأعلنوا براءتهم منها، ونادوا بإفراد الربّ بالطاعة..
والهزيمة كلّ الهزيمة، أن يتصالح المرء مع أوثان عصره، أو أن يلتقي عند نقطة “وسط” معها.. أو أن يوهم الناس أنّ “الوثن” قد يكون حليفًا يوم ما لأجل مصلحة أعلى..!
ولا نصر لمؤمن اليوم، إلا أن يكفر “بوثن” العصر، وعنوان جاهليته: العالمانية التي صرفت الناس عن إفراد الله بالطاعة؛ إلى اتخاذ الأهواء معبودًا يُطاع، ويدًا تشكّل حياة الناس على الصورة التي تريد…
النصر، سبيله التواصي بالبراءة من “الأوثان”، والصبر على ذلك.. تلكّ سنة الأنبياء..
لمزيد بيانٍ: يرجى قراءة كتاب العالمانية طاعون العصر..
د. سامي عامري
اضغط على الصورة للتحميل