وسم النابتة ، أطلقه محمد عبد الواحد الحنبلي ، أحد طلبة العلم المشهورين على مواقع التواصل ، مستهدفا التيار السلفي، داعيا الله عز وجل أن يستأصل هذا الفكر من (المجرة) حسبة لله ، ونصرة لصحيح المذهب الحنبلي كما يقول.
وللحق فقد كنت أظن في البداية أن وصف النابتة (على عدم لياقته) يعني به ، بعض من يتصدرون قبل التأهل وما شابه ، فكنت ألاحظ منشوراته هنا وهناك فلا أعيرها كبير اهتمام ، حتى فوجئت بحمله على الشيخ ((مصطفى العدوي)) ، و تناوله بشكل فيه تجاوز لا يقبل ولا يجوز أن يمر!
__________________
إن أهم ما يميز علماء هذه الأمة هو الإنصاف ، فتجد أصحاب المذاهب على طول خصامهم وخلافهم مع الأقران ، فمهما انتقدوهم ، فإنهم يعرفون لهم حقهم وينزلونهم منازلهم إذا ترجموا لهم، و قل من يشذ عن ذلك ، بل وإن فعل حط هذا من منزلته لا من منزلة غريمه .. (هذا إن كانوا أقرانا أصلا!)
_____________
كلامي هنا قد يزعج الجميع ، لكن أرجوك تمهل وأقرأ للنهاية
___________
من حيث المبدأ أوافق أن الخطاب السلفي بحاجة إلى مراجعات ، فهذه حقيقة ، بعيدا عن العصبيات التي تروج لقداسة غير محمودة ، ((و لكن)) المراجعة أو النقد لا تعني التطاول أو البغي، ولا زعم أن أوجه القصور في الخطاب السلفي من الخطر بحيث توجب استئصاله وبتره كما يريد ، فهذا كلام ساقط شكلا ومضمونا ، بل الواقع المشاهد يقول بأننا مقبلون على محن أخلاقية و دعوية كبرى تزامنا مع خفوت الصوت السلفي بخيره و إشكالاته.
______________
و عندما نتحدث عن أمور أخذت على الخطاب السلفي نجد منها ؛ الخطاب الواحد الذي لا يحفل كثيرا بالمخالف مع عدم العناية بالأصول ، وربما طريقة الجزم بحكم فقهي ما بمجرد سرد الحديث و الحديثين. ولكن حتى لا نكون كالذي يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه . يتوجب علينا أن نسأل الأخ محمد عبدالواحد أولا!
_________
– الأخ عبدالواحد هل أحد يجرؤ على مجرد نقاشه حتى من محبيه ومريديه؟ ،ألا ينتهي أي نقاش موضوعي على صفحته بالحظر الفوري قبل أن يبدأ؟ أليس هذا هو الرأي الواحد ؟ هل يسمح على صفحته إلا بتأكيد كلامه أو من نوعية (نفع الله بك يا سيدنا) (أحسن الله إليك يا مولانا ) (زادك الله علما على علم ونورا على نور) ، و (التزكية المتبادلة) مع بعض من يتبنون مثل خطابه من السلفيين “”التائبين”” = (رفيقي وخليلي ودرة معرف إيه ..) ، أليس هذا هو الكهنوت بعينه؟ خذ الفتوى و قلدني وأنت ساكت؟!
_________
– هل الأخ محمد عبدالواحد يبلغ أو يكاد أن يقترب أن يكون قرينا للشيخ العدوي عمرا أو علما؟! لا والله … ، بعيدا عن البروباجندا الفارغة والكلام الكثير ، الشيخ العدوي له قدم سبق في جمع السنن و إطلاع على الحديث وعلله وطرقه وله قدم راسخة في ذلك بما لا يملك عبدالواحد معشاره، وهو رجل قارب السبعين من عمره ذي شيبة مسلم ، فعمره ضعف عمر عبدالواحد تقريبا ، ورغم ذلك تجد محمد عبدالواحد يعلق على فتوى منشورة للشيخ فيقول ((يخرب بيتك!!)) ومعها الضحكات من مريديه أحداث الأسنان ، فمن أحق بلقب النابتة؟!!
___________
– الأخ محمد عبدالواحد يقول الشيخ العدوى لا تبرأ الذمة بفتاواه!! فلا أدري أبفتاواك أنت إذا يا عبدالواحد؟ ما قيمة ضبط الأصول وأنت تطردها في موضوعات و روايات منكرة تالفة ؟! ما قيمة ضبط الأصول وأنت لا تحسن أن تخرج حديثا أو أن تدرك علته أو حقيقة ثبوته رفعا ووقفا ؟ ما قيمة أصول لا تميز بها بين كلام التابعي و كلام النبي ﷺ؟ ذاك أمر لا تحسنه ولذا تهون من شأنه ، ثم تعيب على السلفيين التهوين من أمر الأصول؟
و الله لرجل أعلم بالسنة وكلام النبي صلى الله عليه وسلم أحق بالفتيا – وإن أخطأ – من أصولي حاذق لكنه كالعامي ، حاطب ليل لا يميز صحيحها من سقيمها وإن أصاب. السنة حق والأصول محتملة
_____________
– بل حتى في الأصول يا أخ عبدالواحد ، أنت لا تفرق بين الظاهرية والسلفية لا في الفروع ولا في الأصول ، و العوام يعرفون الخلاف في فروع هي أولويات سلفية مثل (الموسيقى والنقاب وغيرهما) ، ومن أحاط بالأصول يعرف الخلاف في (سد الذرائع والتحسين بمجموع الطرق و…) وغيرها من أمور مفصلية في تحرير الفتاوى و استنباط الأحكام .. ولكن
__________
– الأخ عبدالواحد بفهمه السابق ، يعرض بالسلفية من خلال كلام ابن القيم في ابن حزم و كيف أنه جامد على الظاهر والاسطوانة المعروفة.
ومن ثم يعرض بالسلفية من خلال كلام الذهبي في ابن القيم ، أنه متشبث برأيه ، جريء باندفاع
و الذهبي صاحب كتاب العلو ، عقيدته سلفية تيمية يتبناها من يسميهم بالنابتة.
وهكذا يجرح وينال من علماء الأمة واحدا تلو الآخر بهدف وحيد ، يا ليته إسقاط السلفية … لا .. إن ما يلوح هو أنه ذبح قرابين متتالية وإظهار الولاء لمدرسة فكرية تتنفذ الآن في المناصب ، كما يذبح قرابين التمجيد والتعظيم لبعض العمائم المتنفذة .. قربان خلف قربان .. ليكبر ويستغلظ ولكن على سوق معوجة .. فمن أحق بلقب النابتة؟!
____________
لكن يا أخ عبدالواحد ما فائدة (( أصولك وما فائدة وصولك)) في مجتمع لم يعد يريد أن يسمع شيئا عن الدين أصلا بعدما هدم كل احترام وكل قيمة لرموزه .. بعدما تنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم؟!
بقلم محمد الروسي