اجتهد الفضيل ابن عياض في تربية ابنه اجتهاداً كبيرا، وكان يأمل أن يكون صالحاً ورعاً تقياً ولكن الأمر صعب عليه فدعا الله تعالى قائلاً (اللهم إني اجتهدت أن أؤدب علياً فلم أقدر على تأديبه، فأدبه لي).
إنها مشكلة الكثير من الآباء اليوم، أن يبذل الوالد الحاني كل ما يستطيع في تربية ولده ولكن لا يحالفه التوفيق.
الفضيل هنا لم ييأس ورفع أكف الضراعة لله تعالى، فكان التوفيق منه سبحانه إذ أصبح علي بن الفضيل إماماً كأبيه في العلم والزهد، فقال عنه الإمام النسائي:” ثقة مأمون”، وقال الحافظ أبوبكر الخطيب:” كان من الورع بمحل عظيم” ، وقال ابن المبارك :” خير الناس الفضيل بن عياض وخير منه ابنه على”، وعن سفيان ابن عيينة قال”مارأيت أحداً أخوف من الفضيل وابنه”.
وأصبح الفتى عوناً لأبيه على التقى والزهد والورع، يخرجان معاً للصلاة والحج وأعمال الخير، يقيمان الليل ويصومان معاً، وهكذا أصبحت العلاقة بين الابن وأبيه إلى أن توفيا.
رحمهما الله تعالى