شخصٌ يدعو إلى الله ويأمرُ بالمعروف وينهى عن المُنكر
لكنّ أحيانا – أو كثيرا – يُخطئ أو يُشدِّد ويتجاوز الحد الشرعي..فيأتي شخصٌ آخر يُكرّس حياته لتصيُّد أخطاء الشخص الأول ويمحو كل خيرٍ عنده، ويُحمّله كل فاتورة انتكاسة الناس وتفلُتهم من الشريعة بحُجة (إن خطابه المُنفّر هو السبب في ذلك كله) (لو كاوتش توتوك ضرب هيحمّله برضو للخطاب المُتشدد) ماشي..
#طيب لماذا لا تُقدّم أنت الخطاب الشرعي الصحيح المُعتَدل، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر بالحكمة و الموعظة الحسنة!
يُشبهون مَن يخطب ألفَ خُطبةٍ في بيان أنّ الزاني لا يكفر،
ولم يُبين أن الزنا من أكبر الكبائر، وأنه فاحشة وساء سبيلا، ولا بيّنَ حدَّه في الشرع، ولا ذكر نهيَ الله ورسوله عنه، ولا وعظَ فاعله ولا خوَّفَه
ولكنّ فقط اكتفى من (منظومة الكلام عن الزنا في الشريعة) ببيان أنه ليس كفرا، وأنّ الإنسان ضعيف وقد تغلبُه شهوتُه، ولا تُعينوا الشيطان على أخيكم، و الإنكار على من قال إنه كُفر. الخ!!!
#كثيرٌ ممن يُقدّمون أنفسهم كبدائل مُستنيرة عاقلة مُكتملة الأدوات يعيشون على هذا النمط
فيخرجُ المُستمع إليهم وهو ينقِم على الدعاة ويُحمّلهم كل جريمة، ويجحدُ فضلهم، و يتعاطف مع كل فاجر فاسق أيًا كان فجوره، ويسلُخ أهل الاستقامة ويتصيّدُ لهم الأخطاء، ويضعف في قلبه تعظيم شعائر الإسلام، ويتجرّأ على المعاصي، ولم يعُد يَحمِل نفسه على شعب الإيمان وأعمال الخير وطلب القرآن والحديث وكتب الأئمة، و يصيرُ يلتمس الهدى الرُشد والثقافة من قصص وروايات وحكايات ومسلسلات وأفلام
فهؤلاء الذين يطرحون أنفسهم كمُنقذين لأُمة الإسلام هم قُطّاعُ طُرق، وهم جزءٌ كبيرٌ من المشكلة
وعندهُم حَوَلٌ دعوي
ومشروعُهم ناقص بل مُشوَّه
فيا طالب الهُدى دونَك كتاب الله وبيانه من السُّنة وعمل الصحابة فاهتدِ به واعرِض عملَك عليه
ولا يغرنّك تخديرُ هؤلاء لك فلن ينفعوك
(یَوۡمَ تَأۡتِی كُلُّ نَفۡسࣲ تُجَـٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ)
فاقصد الحق تجدْه، ومن يتحرَّ الخير يُعطَه
حسين عبد الرازق