من يقرأ في عقائد المصريين القدماء، يعرف جيدا أن ما يحدث هو أكبر كابوس مهين كان جميع الفراعنة يخافون منه. وخاصة الملوك!
تصور واحد منهم قام بإنشاء هرم مغلق، أو قصر مدفون تحت الأرض بعشرات الأمتار، وقام بالسحر وسخر جن وإنس من أجل الحراسة (كانت الأهرام ووادي الملوك لهم حراسة بشرية أيام عز الفراعنة). والجثمان بعد كل ذلك تلف وتغلف بكتان، ويوضع في صندوق داخل صندوق داخل تابوت حجري أحيانا، وكل هذا الجهد من أجل ألا (تُنتَهَك جثته)! تصور حجم الرعب من كشف الجثامين أو مسها فما بالك بتحريكها ونقلها!
ثم يأتي الفرعون الذي قام بكل ذلك، ويكون عرضة لمن يستحق ومن لا يستحق وتكون جثته النخرة من أجل المصلحة في المتاحف (ثمن تذكرة الدخول لقاعة المومياوات القديمة للمصريين كان 40 جنيها)!
من يعرف عقائد هؤلاء الناس. . يعرف جيدا أن هذه أكبر مهانة لهم. . وإن ربنا سبحانه وتعالى يذلهم بهذا المشهد المهين. . فكل الكوكب الآن إذا صح التعبير يقولون إن حتشبسوت ليست بهذا القدر من الجمال كما تصور تمايلها الأخرى، وأنها كانت سمينة، وعندها ستة أصابع وليس خمسة، كان هناك إصبع زائد يشوه يديها، وماتت بالسرطان، وأن أنف رمسيس الثاني وملامحه ليس لها علاقة بتماثيله النموذجية، إلخ إلخ من الفضائح!
ومن عجائب تدبير الله: إن هذه المهانة على يد أكثر ناس مهووسين بهؤلاء الفراعنة وأكثر ناس يصيبها هيستريا الفخر بها!
ومن العجائب أيضا: إن الذي دعا إلى دفن أولئك، وندد بما يحدث من مهازل: هو الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمه الله، وقد ناصره في فتواه بتحريم عرضها ووجوب دفنها الإسلاميون ومشايخ الأزهر!
لكن أبى (المتفرعنون الجدد) إلا الهجوم عليه ورفض كلامه وإهانة أولئك الفراعنة!
فسبحان الله القاهر فوق عباده.
منقول بتصرف من حساب عمرو عبد العزيز