يوضح هنتجتون خطورة الزيادة السكانية في العالم الإسلامي عبر كتابه صدام الحضارات قائلا:
التغيرات في معرفة القراءة والكتابة والتعليم والتمدين خلقت سكانا معبأين اجتماعيا، لديهم إمكانات سريعة، وتوقعات أعلى يمكن أن تنشط من أجل أغراض سياسية، وعلى نحو ما كان يمكن أن يحدث للفلاحين الأميين. والمجتمعات المعبأة اجتماعيا مجتمعات قوية.
← في سنة ١٩٣٥ عندما كان القادرون على القراءة والكتابة من الإيرانيين ١٥%، وسكان المدن أقل من ١٧%، تمكن «كيرمت روزفلت» ومجموعة من ال CIA من قمع انتفاضة وإعادة «الشاه» إلى عرشه. وفي سنة ١٩٧٩ عندما كان ٥٠% من الإيرانيين يقرأون ويكتبون، ونسبة من يعيشون في المدن ٤٧%، لم يستطع أي قدر من القوة العسكرية أن يبقي الشاه على عرشه .
← «معدلات الزيادة السكانية المرتفعة تنتج : مهاجرين، ومقاتلين، وهذا الجمع بين الحجم، والتعبئة الاجتماعية، له ثلاث نتائج سياسية مهمة:
1) الشباب هم أبطال الاحتجاج، وعدم الاستقرار، والإصلاح، والثورة. وتاريخيا، فإن وجود مجموعات عمرية شبابية كبيرة يتصادف دائما مع تلك الحركات… هؤلاء الشباب يزودون الحركات السياسية بالقوة البشرية.
2) الزيادة السريعة في نسبة من يتعلمون القراءة والكتابة في المجتمعات العربية أيضا تصنع فجوة بين جيل متعلم قادر على القراءة والكتابة، وجيل أكبر سنا معظمه أمي، وهكذا فإن الانفصال بين المعرفة والقوة من المرجح أن يصبح مصدر قلق للأنظمة السياسية.
3) الكثرة السكانية تحتاج إلى موارد أكثر، ومن هنا فإن الناس الذين ينتمون إلى مجتمعات تتزايد أعدادها بكثافة و/أو بسرعة يميلون إلى الاندفاع نحو الخارج، فيحتلون الأراضي، ويمارسون ضغوطا على المجتمعات الأخرى الأقل نموا من الناحية الديموغرافية.
← وهكذا يكون النمو السكاني الإسلامي عاملا مساعدا ومهما في الصراعات على طول حدود العالم الإسلامي بين المسلمين والشعوب الأخرى) .
العدد الثاني من أوراق سياسية- عن كتاب صدام الحضارات
نقلا عن صفحة أحمد مولانا