شاهدت محاضرة لأحد مشايخ الصوفية يتكلم عن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الصوفية هم أولى الناس بحبه لأنهم يتقربون إلى الله تعالى بكثير من الذكر والمدح، ويقيمون الموالد والاحتفالات في حبه صلى الله عليه وسلم!
والحق أن حب النبي صلى الله عليه وسلم ليس فقط بالمدح والأذكار ولا بالاحتفال بيوم مولده، وإنما علامة الحب الحقيقة هي الاتباع، اتباع أوامره وسنته صلى الله عليه وسلم، وأن يبذل الإنسان نفسه في سبيل لذلك!
الصوفي الذي لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يأتمر بأمره، ولا ينتهي بنهيه؛ إنما يحب الحالة التي يستغرق فيها والحركات التي يقوم بها، فيشعر ذلك الشعور بالراحة النفسية الذي ينتاب الرياضي بعد تمرين شاق!
بعض هؤلاء الذي يحاضروننا في حب النبي لم يكلفوا أنفسهم باتباع أبسط سننه، حتى الظاهرة منها، ولم يكلفوا أنفسهم بالإنكار على من بدّلوا الدين ونشروا الفاحشة بين المسلمين، تجده ليست عنده غضاضة أن يأكل على موائد الظلمة، ويلقي الكلمات الرنانة بالعربية الفصيحة في مناسباتهم، ولا تتحرك منه شعرة واحدة، غضبا لله، عندما يرى حدود الله تنتهك، أو أن تمتلئ الأرض ظلما بأيدي أولئك الطغاة الظالمين!
الحب يا سيدنا الشيخ علامته البذل، بذل النفس والمال في سبيل الله، وفي سبيل الغاية التي بُعث من أجلها محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بحلقات الذكر ولا بالتباكي وأنت تسمع أبيات من البُردة!
هيثم خليل