من أيام، “غرَّدَتْ” السفارة الصينية في أميريكا على حسابها على تويتر قائلة:
“دراسة تظهر أن استئصال التطرف حرر عقول النساء الإيغور شجع على مساواة الجنسين والصحة الإنجابية، حيث لم يعُدنَ آلات لإنتاج الأطفال، وهُنَّ الآن أكثر استقلاليةً وثقة بأنفسهن”.
عن ماذا تتكلم التغريدة في الواقع؟ عما تقوم به الصين من احتجاز الرجال المسلمين في إقليم تركستان في معتقلات ضخمة مليونية يُمنعون فيها من ممارسة أية شعائر دينية ويجبرون على إظهار القناعة بالشيوعية، وأخذ الأطفال من أحضان أمهاتهم ليوضعوا في معتقلات أخرى لينشؤوا على الشيوعية، وإحداث العقم القسري في النساء المسلمات..تقول جريدة تابعة للحكومة الصينية أن هذا حقق الثقة بالنفس والحرية والاستقلالية لدى المراة المسلمة الصينية…ما أروعك أيتها الصين !!!
وهذا كله وفق “دراسة”..ما دام الكل يتغنى بدراسة أثبتت كذا ودراسة أخرى أثبتت كذا، فنحن أيضا لدينا “””دراسة””” !!
ما الذي أثار الضجة على هذه التغريدة؟ استياء كثير من الأمريكان (وبعضهم من أنصار ترمب) من السياسة المزدوجة لتويتر، التي ألغت حساب ترمب وفيه عشرات الملايين لأنه “ينتهك سياساتها”، بينما لم تجد في تغريدة السفارة الصينية ما ينتهك سياساتها.
وإلا فهذه الممارسات تمارس بحق المسلمين في تركستان من سنوااااات.
أمام الضجة الكبيرة، حذفت تويتر أخيراً “تغريدة” السفارة الصينية. ولا زال الموضوع دائراً في الإعلام الغربي.
هذا هو العالم “السعيد” في ظل النظام الدولي الجديد !
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).
د.إياد قنيبي