أوّل مرة أتأمل في جمال هذا الحديث لما كتبه صديقي العزيز جمال حسين
الآن
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
[إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ،
فَإِذَا اضْطَجَعَ؛ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ،
فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ].
في هذا الحديث الشريف أرى خلاصة فلسفة أو منهج المُسلم في حياته.. فلسفة عظيمة تتلخّص في جُملة واحدة (أن المُسلم ابن وقته)..
لا مسجون فيما قد فات، ولا مهموم بما هو آت!… وإنما مشغول باليوم الذي بين يديه (هُنا والآن).
فأنت إذا أويت إلى فراشك، وانتهى يومك، فأنت ينبغي أن تكون متصالحًا نفسيًا مع حقيقة أنك تختتم حياتك الآن!.. لا تأمل أنك ستقوم من مقامك هذا إلا إلى يوم الحساب! مستسلم مُسلّم تماما لاختيار الله لك.
قد أدّيت ما عليك من فرائض.. واجتنبك ما نُهيت عنه.. وجددت توبتك واستغفارك.. وسامحت الخلق ما استطعت.. وصفّيت نفسك من أحقادها وأغراضها.. وسددت دَينك إن استطعت.. وأخبرت من تُحب بأنك تحبه… وكتبت وصيّتك وآخر ما تريد قوله في تلك الحياة… ووضعتها تحت رأسك (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ)..
وخلاص كده، قادر دلوقتي تقول يا رب (إن أمسكتَ روحي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها).
.
فإذا أنعم الله عليك بيوم جديد!!
المفروض تتفاجئ ^^
تتفاجئ بجد… تقوم كده وتندهش.. تقول إيه ده!.. أنا عايش!.. ربنا عافاني في جسدي… وردّ إليّ رُوحي من جديد!.. يعني ربنا سبحانه سمح لي بيوم جديد وأذن لي بذكره وشكره وحُسن عبادته!.. ده في ناس بيقولوا دلوقتي ربّ ارجعون لعلي أعمل صالحًا فيما تركت! ويُقال لهم كلّا!…
ياما إنت كريم يا رب!.. الحمد لله حمدًا كثيرًا.. الحمد الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور!
.
تلك هي الحالة القلبية التي أستشعرها من كلمات المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما يستيقظ ليوم جديد.
فلا تضيّع هذا اليوم الجليل يا صديقي فإنه لا يعود “)
أحمد عبد المنصف
https://www.facebook.com/abdellmonsef/posts/227715468762366