-زميلي في الجامعة اللي كان أهبل، وبنضحك عليه بقا دكتور ورئيس قسم.. سبحان الله دا كان اهطل..!. وأنا صاحب الذكاء والنشاط والطِيبة والشهامة الدنيا ملطشة معايا!
– ذاك الشخصُ المشهور، لا ادري على ماذا شهرتُه..إنه شخص عادي جدا.. لا يستحق!
-ذلك الشخص ضعيف العقل، كيف جمع تلك الثروة ونجح في عمله؟!
-ذاك الرجل يكتب كلاماً عاديا جدا ،بل غير مفيد تافِه،فلماذا يأخذ آلاف ال( لايكات) و ( المشاركات ) !!
-ذاك المبلغ الذي يتقاضاه فلان ، أعلى بكثير مما يستحق!
– شايف الشاب الصايع التافه دا، معاه جنسية أمريكية!
-تلك الفتاة ،ليست جميلة.. كيف رضي بها فلان!
-ذاك الشخص يتصنّع و يُبطن خلاف ما يُظهر ..!
– فلان ضعيف جدا علميّا ،كيف يحضر له مئات الطلّاب؟
#تلك الخواطر وأشباهها مما يُفسدُ الإنسانُ به قلبه وعقله وعمله ويُضيّع عمره ويستهلك قوته..
يُشقي الإنسان نفسَه، ويُهلكها
يتتبعُ، ويتربص، ويراقب، و يتحسّر، ويندب حظّه، ويتعجب. ويحسد،و يعترض على ما قُسّم على الخلق
ينشغلُ بكلّ شيء إلا بنفسه!!!
#و هو من شُحّ النفس= أن يكره إنعام الله على غيره ، و يجد في صدره حاجةً مما يُأتَون ، ويحسدهم …
#و مع ذلك فغايةُ ما يحسُدهم عليه هو دُنيا و متاعٌ، وليس على دِين أو على شيء نافع!!
#خلاصة ذلك أن تعلمَ:
أنّ تفضيلَ الله بين عباده في الدنيا و زينتها[ تفضيلُ ابتلاء ] و ليس [تفضيلَ جزاء]
بيانُ ذلك:
فضَّلَ الله بعضَ الناس على بعض في الدُنيا في :
الشكل أو الجسم أو المال أو الذُّريّة أو القوة أو المنصب أو الرّفاهية أو المعرفة أو غير ذلك
ابتلاءً منه لهم ،ليس بسبب صلاحهم أو فسادهم
لِيبلوَهم فيما آتاهم: المُفضَّلَ و المُفضَّلَ عليه
أمّا في الآخرة فإن التفضيلَ تفضيلُ جزاءٍ بحسب أعمالهم…
وللآخرةُ أكبر درجات وأكبر تفضيلا
تأمَّلْ هذه الآيات العظيمة الجامعة
(( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ ))
(( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ))
(( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا، انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ
وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا))
#انشغل بما ينفعك( لا تُكلَّف إلا نفسك).
احرِص على ما ينفعُك.
و أول خطوة: أن تترك مثل هذه التساؤلات التي لو تتبعتها هلكت و ضاع عُمرك.
وإنما ينشغلُ الإنسان بغيره بقدْر تفريطه في نفسه..
(( و من يوُق شُحّ نفسه فأولئك هم المفلحون ))
حسين عبد الرازق