ڤيديو أقل من أربع دقائق لرمضان عبد المعز بعنوان ((إيه اللي إحنا فيه ده .. بقينا بنوزع رحمة ربنا ومين في الجنة ومين في النار)).
يتكلم فيه بثقة بالغة مما يقول واستخفاف و استظراف على من يخالفه
قلتُ: هذا الفيديو هو :من أصدق صور الإضلال واللف والدوران وكتمان الحق ولبس الحق بالباطل، و تحريف آيات الله، و ذكر العمومات واتّباع ما تشابه من آيات الله ابتغاء الفتنة
وإنما يضيعُ الدين ومُحكماته بمثل هؤلاء الذي يُريدُون تفصيل إسلام لا يُخالف الباطل /والفسق/والكفر..
ولا يُبقي للإسلام أي معنى ولا أي خصوصية
#وفي الواقع مع كون الفيديو دقائق، إلا أنه جمع ألوانًا من الكذب والتدليس وتحريف الوحي وتكذيبه وإضلال المُتلقي: وليس كل من ذكر آيةً أو حديثا يكون على حق، بل يذكرها ليضعَها في غير موضعها، ويحرّف معانيها، ويستدل بها على نقيض ما هو مُحكم في الشريعة قطعيٌ
ولا أدري: أصِرنا بحاجة للاستدلال على بطلان مثل هذا ؟
لكنه برهان على عظيم حاجة المسلمين للعلم بدينهم (فإن من أعظم ما عُبِد اللهُ به بيان الحق عند التباسه على الناس) :
#أولا قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم: ” واعلموا أن أحداً لن يُدخله عمله الجنة ” قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: “ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة وفضل” متفق عليه.
فهو حق وصدقٌ لكن المتكلّم هنا ذكره في سياقٍ يُوهم بها أنّ دخول الجنة برحمة الله وكأن ذلك يكون ولو بغير ( إيمان أو عمل صالح) ويكون مع الكفر والشرك والفسوق.. الخ
وهذا من أعظم الكذب وضربِ آيات الله بعضها ببعض ومِن كتمان الحق ولبس الحق بالباطل واتباع المتشابه:
قال تعالى: ((وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا))((وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).
((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))
((وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))
((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))
#واما الكافر فلن ينال رحمة الله في الآخرة، وهذا أمر مُحكم قطعي بيّنٌ
وقال تعالى:
(( وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ))
((وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))
(وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ)
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ))…. ((فذقوا فلن نزيدكم الا عذابا)) وغير ذلك كثير كثير لا يعمى عنه إلا اعمى أو مُحرّف
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة)) متفق عليه
وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (( يا رسول الله، إن ابنَ جدعان كان في الجاهلية:
يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعُه؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقُل يوماً ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) يعني: كان كافرا لا يُؤمن بالبعث .
فالإسلام شرط لقبول العمل الصالح والإثابة عليه في الدار الآخرة
هذا فيمن عمل شيئا من أعمال الخير وهو كافر
#فكيف بمن جمع مع الكفر بالله وباليوم الآخر الجهرَ بذلك ونشر الفواحش و أخبث وأقبح المنكرات و الكبائر
ثم تتحدث عن رحمة الله! أيُّ تحريف للدين وإلحاد في آياته بعد ذلك
#ثم قال صاحب الفيديو : (يدخل من يشاء في رحمته )
في سياق انه يُدخل في رحمته بمجرد المشيئة ، وهذا باطل وكذب
فالله تبارك وتعالى عليم حكيم لا يظلم مثقال ذرة فمشيئته ليست بمجرد الإرادة بل بحكمة وعلم ورحمة وعدل ومن ذلك بيانه سبحانه أسباب
وصاحب الفيديو لم يذكر سياق الآية بل لم يذكر الآيات كاملة لأنها ستفضح تدليسه
وإنما تُذكر رحمةُ الله في سياقها قال الله تبارك وتعالى بعد ما حذّر رسوله صلى الله عليه وسلم من طاعة الكفّار ((إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا، وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا،يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) والظالمين أعدّ لهم عذابا أليما
#ثم يقول: (الناس بيتخنقوا على رحمة ربنا) قاعدين بيوزّعوها دا ميستهلهاش، لا دا ياخُدها)
قلتُ:وهذا من التحريف أيضا
فليس كل من تكلم عن رحمة الله: فيمن تجوز عليه الرحمةُ =يقال عليه (بيوزّع رحمة الله)
فمن تكلم عن الله بحق وحجة كما جاء في القرآن وبيّن مَن الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة فهو صادق مأجور.
ومن دلّس في ذلك أو قال على الله الكذب أو قال بغير علم =فهو اللي يُقال عليه (بيوزّع رحمة ربنا بالباطل) والمتكلم هنا هو الذي يصدق عليه ذلك فقد لبّس على المشاهد
#ثم يقول لك عمّن سمّاه (بيوزع رحمة ربنا ) : ((وبعدين يقول لك: اصل ربنا بيقول! هو يقول سبحانه/ إنما انا أقول!)
قلتُ:يُنكر أن نقول ما يقول اللهُ
و هذا باطل ، بل إن أحسن الناس قولا هو من قال بقول الله وعمل به وحكم به فمن قال ((إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة)) فالجنة حرام على كل مشرك كافر =فهذا أصدق ما قيل وأحسن ما قيل
والذي قال بخلافه أو شكّك فيه أو لف ودار ليُوهم المستمع أن الله يمكن أن يخالف ذلك فيُدخل المشرك الجنة= فهذا يكذب على الله ويُكذّب بالقرآن ويُدلّس
#ثم يقول لك عمّا درسه في العقيدة ما هو الجائز في حق ربّنا (إثابة العاصي وتعذيب المطيع ))
قلتُ: وهذا من مقالات الجهمية الجبرية ومن تبعهم يقولون ((وأن الله تعالى قد يعذب المطيع ويثيب العاصي لأنه يفعل في ملكه ما يشاء.)) وهو قول باطل كذب
مخالفٌ لما ثبت من حكمة الله وخبره، ومن قال بهذا فقد نفى الشرع، يعني لا يُبقى فرقا بين الطاعة والمعصية والإيمان والكفر، فالله يبارك وتعالى أخبر بما يفعله بالكافرين يوم القيامة وقوله صدق وحق
#ثم يقول لك ( تقول: إزاي يعني (ربنا يُعاقب المطيع ويُثيب العاصي)؟ قال : اهو كدا، ليه لأ، حد هيشترط على ربنا، يعني ممكن ربنا يجيب عاصي ويقوله: تعالى انت كنت بتعصيني ، صح؟ يقول اه، يقول له أنا مسامحك..حد له حاجة عند ربنا؟! هو اللي يقول القوانين وهو اللي يلغيها))
قلت: وهذا من أعظم الافتراء على الله، وكأنه يتكلم عن قانون وضعي لبشر
اللهُ تعالى لا يُخبر إلا بالصدق والحق ما يُبدّل القول لديه وما هو بظلام للعبيد
وإذا أخبر أن الجنة للمتقين والنارَ للكافرين فلن تكون إلا كذلك
وهو سبحانه أخبر بقول مُحكم لا اختلاف فيه ((إن الله لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فمن زعم أن الله قد يغفر الشرك في الآخرة فهو مُكذّب للقرآن.
#ثم يدّعي أن الله يمكن أن يُدخل أبا لهب الجنة !! فيقول {بلغة الشارع} : (في الآخرة جينا كلنا كدا فربنا أال: فين أبو لهب؟قالو انا اهو، ألّوا أنا هدخلك النار؟ لأ، طب عافيت عنك، حد لُه حاجة عن ربنا..
ثم يُلبّس على الناس بالكلام عن (الفرق بين الوعد والوعيد)، ويقيس ذلك على الوالد مع ولده ..
قلتُ: وهذا من اعظم الكذب والتكذيب للقرآن فإن الله حكم وأخبر بأن ابى لهب سيصلى نارا ذات لهب ..فهذا حكمه في الآخرة، ومن أنكر ذلك أو جعل دخوله في الجنة محتملا فهو كذاب محرّف.
وهذا فرعٌ عن ضلال الجبرية الذين ينفون حكمة الله ويجعلونه يفعل ويحكم بمجرد المشيئة
والفرق بين الوعد والوعيد لا يشمل من مات على كفر أو شرك
وإنما يكون الكلام فيهما فيما دون الشرك من الذنوب وليس الكفر
#ثم قال بأن الله يحكم، ويغيّر في الأحكام والقوانين كما قال ((ما ننسخ من آية) )
قلتُ: وهذا أيضا من تحريف آيات الله ، فإن النسخ يكون في الأحكام وليس الأخبار
يعني تحويل القبلة ، أو حدّ الزاني او نحو ذلك
أما في أخبار الله فيما كان او فيما سيكون فهي صدق لا تختلف ولا تتبدّل
فإذا اخبر بأن الجنة للمؤمنين والنارَ للكافرين فلا يتبدّل ذلك
#وفي الفيديو باطل كثير ..
وهؤلاء وأمثالهم أعظم جزءٍ فيما يواجهه المصلحون من مشكلات
لأنهم يُلبّسون على العامة ويُضلونهم بزُخرف القول واللف والدوران
ولكنّ الله تعالى مُتمّ نوره ، والزبدُ يذهبُ جفاءً وما ينفع الناس يمكث في الأرض
وحسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم في كل مقامٍ نتكلمُ فيه عنك أو عن دِينِك فاجعلنا من أهل الصدق والبيان
ولا تجعلْنا مِن أهل (اللّف والدوران، ولبْس الحق بالباطل، وكتمان الحق)
واقبضْنا إليك غيرَ مفتونين
واجعل عمل مَن حرّف دينَك في تباب
حسين عبد الرازق