أزمة إغلاق المساجد في الدول العربية والإسلامية هي أزمة ثقة بالدرجة الأولى وليست مؤامرة كما يروج البعض.
لا ثقة بهذه الحكومات ولا بالإجراءات المتخذة لأنها تسمح بالتزاحم في مواضع بينما تضيق على المساجد بصورة عجيبة خصوصا حكومة السيسي ووزير أوقافه.
الدول الوحيدة التي اتخذت قرارات منفصلة بإغلاق المساجد هي تقريبا الدول العربية ولم تطبق الحظر بصرامة إلا على المساجد.
بينما في الدول الغربية قرارات الحكومة كانت بمنع التجمعات وطبق ذلك على كل الأماكن عدا بعض المؤسسات التي ترى الحكومة أنها ضرورية ولم تتخذ القرارات بشكل انتقائي يغلق المساجد ويفتح الكنائس ولذلك شعر الناس بمصداقية هذه الحكومات بل تصريحات بعض صناع القرار كانت دائما مطمئنة للناس بعكس ما رأيناه من بعض الشخصيات التي كلما سمعت كلمة فتح المساجد انتفضت ورأينا كيف قبض على بعض الأشخاص لأنهم يصلون فوق بيوتهم أو حاولوا إقامة صلاة العيد، بينما يترك الناس يتزاحمون أمام الخمارات.
عندما سمحت الحكومات الغربية بالتجمهات بعد أن طبقت الحظر على الجميع، بدأت جميع المؤسسات والمساجد والكنائس بفتح أبوابها تلقائيا ورأينا ذلك في بعض دول أوروبا.
وهنا يتبين أن مشكلتنا مع الأنظمة المعادية للإسلام التي تستغل أزمة كورونا لإغلاق المساجد أطول فترة ممكنة حيث جعلتها قضية ثانوية تبحث مع الأشياء غير الضرورية.
بالمناسبة من يقول “إن كورونا مؤامرة لإغلاق المساجد” خصوصا لو يقصد بذلك في دول الغرب، عليه أن يفكر في تطبيق الدول الغربية لقرار غلق المساجد والكنائس ومعابد اليهود و… على حد سواء دون تلاعب كما في دولنا العربية.
وللعلم أكبر متضرر من الغلق هم النصارى واليهود بالدرجة الأولى لأن طقوسهم لا يمكن ممارستها إلا في الكنيسة وبطريقة معينة، بينما المسلم يستطيع الصلاة في أي مكان إذا حل وقت الصلاة.
ومن فضل الله علينا أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم التي لم تمنح لنبي قبله أن “جعلت له الأرض مسجدا وطهورا” أي يستطيع المسلم أن يعبد الله في بيته أو في الشارع أو في الصحراء دون معبد أو مكان معين مع التأكيد على أفضلية الصلاة في المسجد نظرًا لأجرها الكبير وحفاظا على إظهار شعائر الإسلام، والصلاة من أظهر شعائر الإسلام.
فأرجو أن نفرق بين استغلال كورونا من بعض الحكومات العربية، وبين قول البعض بأن كورونا مؤامرة لإغلاق المساجد لأن المؤامرة الحقيقية في قصور الحكام العرب لا في الغرب الذي ندرك عدواته للإسلام ونراها في كثير من التصرفات.
مصطفى الشرقاوي
ملحوظة: سجلت فيديو عن هذا الموضوع منذ حوالي شهر تقريبا ولكن هناك بعض النقاط الواردة في هذا المقال لم تذكر فيه ويمكنكم مشاهدة الفيديو عبر هذا الرابط