أنا مُشفقة جدًا على البنت اللي بتكون عايشة في الدنيا بدون حماية رجولية وبترفض أي وصاية رجولية عليها من أب أو أخ أو زوج أو ابن، وهي متخيلة إنها لما تمشي بدماغها في كل حاجة لوحدها هي كده تبقى حرة!
غالبًا بتكون فاهمة الحرية غلط + إن مفيش حاجة اسمها حرية مُطلقة، مفيش حاجة اسمها ألف العالم كله لوحدي أنا حرة، مفيش حاجة اسمها أخرج وأرجع الصبح لوحدي أنا حرة، ألبس اللي يعجبني لوحدي أنا حرة، اشتغل أي شغلانة براحتي أنا حرة!
الحرية المُطلقة دي بتسبب أذي معنوي قوي ليكِ شخصيًا لأن الإنسان لما بيوصل للحد الأقصى في لذة معينة بيقول لنفسه طب وبعدين اللي بعده؟! وغالبًا مع الوقت سيكولوجية الإنسان بتطلب منه تلقائيًا إنه يرجع يبقى طبيعي زي باقي الناس بس بيكون الوقت اتأخر.
سيدة من سيدات المجتمع الراقي زي ما بيقولوا بتحكي إن أهلها سابوها عملت كل حاجة براحتها وإنها وصلت لعمر الستين من غير ما تعرف تستمر في جوازة وكانت رافضة تخلف عشان كانت شايفة الرجالة غير جديرين بالثقة اكتشفت إنها بعد ما وصلت للسن ده إن الحرية الوهمية اللي كانت عايشة فيها سرقت منها كل معنى جميل كانت ممكن تعيشه زي أي انثى في الدنيا، جربت كل حاجة جنونية كانت ممكن تخطر على بال إنسان!
ولما الحياة بدأت في العد التنازلي لعمرها اكتشفت إنها كانت محتاجة الحاجات العادية اللي كانت بتشوفها خنقة وتحكمات وضياع لمستقبلها، اكتشفت إنها كانت عايزة زوج يحبها وتشيب معاه، وكانت عايزة أطفال كتير مش طفل ولا طفلين!
اكتشفت إنها كانت عايزة تجرب يوم مضغوط من يوم الأمهات العادية وهي بتجري عشان تلحق تحضر طلبات بيتها وأطفالها وزوجها وتشوفهم مبسوطين بإنجازها.
اكتشفت إنها كانت عايزة تتعلم المشغولات اليدوية عشان تعمل منها هدايا لزوجها وأولادها.
اكتشفت إنها كانت عايزة تجرب معاناة الحمل وتجرب شعور الطفل وهو بينمو في بطنها.
اكتشفت إنها كانت محتاجة أب يوجهها ويوقف في وشها لما تأخد قرار متهور.
اكتشفت إنها كانت محتاجة تسمع كلمة لا، وإن مش كل فكرة مجنونة بتخطر في البال ينفع تتنفذ!
اكتشفت إنها كانت أداة بيحركها دعاة الحرية وإنها كانت عبدة عندهم، وإن أهلها كانوا جُناة عليها لما أعطوا لها حرية بدون حساب.
اكتشفت إن الحرية أكبر كدبة وعدو سرقت منها عمرها وضيعت منها حياتها!
أسماء شميس
https://www.facebook.com/ShemisAsmaa/posts/1468168240028521