لا شيء يخزي صاحبه أكثر من أن يزعم الغيرة على الدين، وهو الجبان الرعديد إذا تعلّق الأمر بأعداء الدين..
الأسبوع الماضي شارك فضيلة الشيخ الدكتور وليد المنيسي (وهو العالم المصري المتفنن) في نشاطات علمية في تونس، وقد لقيت زيارته بفضل الله ترحيبًا من أهل العلم والشباب المتعطش للمعرفة، غير أنّ بعض الغلاة (أدعياء التنزيه) شنوا ضدّه حملة لمنعه من المشاركة في اللقاءات العلمية لأنّه يهدّد النسيج العقدي لتونس الأشعرية (!).. وهؤلاء في حقيقتهم من جنس الخوارج الخارجين على الأمّة، الصامتين صمت الخرفان على العدوان على الدين؛ إذ لم يُسمع لهم صوت ولا (نحنحة) لما شتم زعيم الشواذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أسبوعين، ولا تكلموا في مهرجان العري (قرطاج)، ولا تُعرف لهم صولة في مواجهة العالمانية العريقة والإباحية الصائلة بصوت الإعلام..!
إنّي لأمقت في الرجل ادّعاء الغيرة، وهو يتخّذ الغيرة على الدين عنوان زور؛ وإنّ لفيه لشعبة من شعب الخارجية: يتقصدّون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان..
هي براءة من الساكتين على المارقين من الدين، أدعياء “الغيرة”، أدعياء التمشعر .. ولو أنّ الأشعري (أو الجويني أو الرازي) كانوا أحياء لجلدوهم تعزيرًا!
(وكلامي يشمل أيضًا من يدّعي السلفية غير أنّه يسكت عن إجرام اللادينية، ويهدر أخوة المخالفين من أهل القبلة، ويستبيح منهم كل شيء، مسرفًا في إظهار المخالفة).
د. سامي عامري