قناة عزمي بشارة (العربي) تعرض حاليًا برنامجًا حواريًا أسبوعيًا بعنوان: “قراءة ثانية”، يعده ويقدمه الكويتي علي السند.
اختصاص البرنامج التشكيك بثوابت نظام الإسلام، والترويج لإسقاط الأحكام الشرعية القطعية المتعارضة مع مفاهيم الغرب وحضارته وأنظمته.
دعتني القناة إلى أن أكون ضيفا في الحلقة رقم صفر منذ سنة بالضبط، وكانت الحلقة في موضوع: “الخلافة، أهي فريضة شرعية أم نموذج تاريخي ابتكره الصحابة؟”، وقالوا لي إن الضيف المقابل لي هو د.محمد المختار الشنقيطي، فقبلت الدعوة وسافرت إلى الدوحة لتسجيل الحلقة، وعند الوصول إلى الإستديو فوجئت بضيف آخر في مواجهتي، وجدت مقابلي في الحلقة موظفًا في مركز الدراسات التابع لعزمي بشارة في الدوحة، كانت مهمته في الحلقة نفي وجود نظام حكم ووجود دولة إسلامية من الأصل في الإسلام، وبطبيعة الحال نفي أن تكون الخلافة من شرع الإسلام.
كانت الحلقة ساخنة وحيوية جدًا، وصرح معد البرنامج ومقدمه دون تردد، لي ولغيري، أنها كانت لصالحي وصالح رأيي.
سبحان الله، وقع في نفسي على الفور أن الحلقة ستلغى، لأن للبرنامج -كما بدا لي من لحن القول ومن التقرير الذي افتتحت به الحلقة- غاية واضحة، وجاءت هذه الحلقة الأولى خلاف هذه الغاية. وكان توقعي في محله، فبعد مراجعتي لهم شهورًا سائلًا عن موعد عرض الحلقة وجوابهم أنها ستعرض بعد إعداد عدد من الحلقات صرحوا لي بأن الحلقة ستلغى (بسبب خلل في التصوير!!!)، وأنهم سيضطرون إلى إعادة تصويرها.
أعادوا بالفعل تصويرها، ولكن مع ضيف آخر حل مكاني وبقاء الضيف الذي كان في مواجهتي، ومع تعديل شكلي في العنوان بتبديل كلمة الخلافة بالدولة. وعُرضت الحلقة منذ حوالي ثلاثة أشهر. وبسبب أن الضيف المدافع عن الخلافة قليل الخبرة في السجال الإعلامي، والأدهى من هذا أن القناة حذفت من كلامه ردوده القوية على خصمه في الحلقة كما نشر هو نفسه لاحقًا!!! بدا خصمه الذي أنكر الخلافة ونظام الحكم في الإسلام متفوقًا وأنه كسب الحلقة لصالحه للأسف، فحقق المعد ومَن خلفَه في الكواليس الغاية من الحلقة.
ثم تتابعت الحلقات التي تنال من ثوابت نظام الإسلام وتعرض الآراء الأخرى المستمدة من الأنظمة والقوانين الوضعية على أنها آراء معتبرة جديرة بمزاحمة أحكام الشرع.
هذه القصة أنشرها لتضيفوا إلى معلوماتكم معلومة جديدة عن الدور الذي يؤديه عزمي بشارة وقناته “العربي” في إنتاج “إسلام آخر” يتعايش مع الحضارة المهيمنة وأسرتها الدولية.
قد يسأل سائل: أليس في نشرك هذه القصة ترويج للبرنامج؟
أجيب سلفًا: البرنامج بأسلوبه وضيوفه أتفه من أن يحقق غايته، ومضى الزمان الذي كان فيه الناس يُخدعون بما هو على شاكلته.
الشيخ أحمد القصص – لبنان