كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يدرس استبدال قوات بلاده في أفغانستان، بفرقة خاصة من المرتزقة، وذلك نقلاً عن صاحب هذه الفكرة، إيريك برنس مؤسس شركة الأمن الخاصة “بلاك ووتر” (سابقًا).
وقال برنس صاحب الشركة المتهمة بالتورّط بانتهاكات وجرائم في العراق وأماكن أخرى، للصحيفة، إنّ ترامب أسف لقرار عدم خصخصة الحرب، عندما استعرضت وزارة الدفاع (البنتاغون) استراتيجيته بشأن أفغانستان، في العام الماضي.
وذكر أنّ ترامب شعر بالضيق، على خلفية التداعيات السياسية الناجمة عن أحداث تجمّع “النازيين الجدد” في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأميركية، العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل امرأة وعدة إصابات، مما دفعه إلى قبول توصية جنرالاته بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، وتجنّب المزيد من الجدل، آنذاك.”
ومن شأن خطوة استبدال القوات الأميركية في أفغانستان، بفرقة خاصة من المرتزقة، تخفيض التكلفة السنوية للحرب البالغة 70 مليار دولار، وفق برنس.
ونقل برنس، لصحيفة ” ذا تايمز”، أن ترامب قال: “كان يجب علي أن أقوم بهذا التغيير”.
وكشف أنّه علم، قبل ثلاثة أسابيع، أنّ الرئيس الأميركي يعيد النظر في خطته هذه، بعد أن استبدل قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون، بالجنرال سكوت ميلر المخضرم في العمليات الخاصة، والتي على أساسها تقوم فكرة برنس.
وقال برنس عن ميلر “إنّه ليس شخصاً تقليدياً. أنا متأكد من أنّه أُرسل إلى هناك (أفغانستان) مع تفويض، من أجل تغيير الطريقة التي يتم بها إنجاز العمل”.
خطة برنس تتضمن سحب 15 ألف جندي أميركي من أفغانستان، لاستبدالهم بقوات خاصة قوامها 8 آلاف جندي إلى جانب القوات الأفغانية، مع دعم جوي مخصخَص. ويجادل برنس بأنّ من شأن هذه الخطة، تخفيض التكلفة السنوية للحرب البالغة 70 مليار دولار.
وأشار إلى أنّ “الإرهاق بين الوزارات، وصل إلى درجة أنّها تحاول فقط التفاوض من أجل إيجاد سبيل، وإجراء نوع من الصفقة مع طالبان، والمضي بعيداً. وإذا كانت هذه هي الحال، ستكون هناك طائرات هليكوبتر على سطح مبنى السفارة الأميركية في كابول، مثلما حدث في سايغون عام 1975”.
وعقدت الولايات المتحدة أول محادثات مباشرة مع حركة “طالبان”، هذا الصيف في محاولة متجددة للتوصل إلى حل دبلوماسي.
ومع ذلك، قال برنس إنّ محادثات أخرى مع فصائل مختلفة من “طالبان”، لم يكشف عنها في السابق، أظهرت المزيد من الوعود، وأنّ صنع السلام يتطلب “فسيفساء” من المفاوضات مع مجموعات في أنحاء البلاد.
ولشركة “بلاكووتر”، وهي شركة برنس السابقة، سجل “ملطخ” في أفغانستان والعراق، وأسوأ حادثة سيئة السمعة كانت عندما قتل عملاؤها 17 مدنياً في وسط بغداد عام 2007.
وتأتي تصريحات برنس لـ”ذا تايمز”، في وقت تم فيه وضعه تحت المراقبة، بعد استجوابه في تحقيق روبرت مولر، المحقق الخاص في التواطؤ المحتمل بين حملة ترامب وروسيا.
واستجوب برنس، الذي تتولّى شقيقته بيتسي ديفوس منصب وزيرة التربية والتعليم في إدارة ترامب، بشأن اجتماع مع مسؤولين إماراتيين، التقى خلاله أيضاً بمدير الصندوق الروسي، وهو اجتماع ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أنّ الغرض منه كان إنشاء قناة خلفية سرية بين ترامب وموسكو.
ونفى برنس ذلك، قائلاً إنّه لم يكن يعلم مسبقاً بشأن حضور الروسي لهذا الاجتماع، وأنّ الحاضرين ناقشوا خلاله قضايا الاستثمار وتحسين العلاقات بين بلدانهم.