توفى على مختار عبد العال، الشهير بـ”على القطان”، والذي قضى 15 سنة “خلف القضبان”، فى سجون مبارك، بسبب قوله للرئيس الأسبق حسنى مبارك “اتق الله”.
وتعود قصته أنه قابل الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى الحرم النبوى، فى 21 مارس 1993م، وهتف فى وجهه قائلاً: “اتق الله”، فتم حبسه هذه الفترة، حيث انتقلت قصته إلى الأوساط الإعلامية والحقوقية، فتقرر الإفراج عنه فى ديسمبر عام 2007.
وبعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك انتشرت قصته وتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم كشف حقيقة الرجل الذى قال لمبارك “اتق الله”، فسجنه تلك المدة.
كان القطان وقتها روى ما جرى له، قائلاً: وقتها كنت مقيما بالمدينة المنورة، وكان ضمن من ينتظرون نفحات ليلة القدر بالحرم النبوي، فأخذت مكاني في الصف الأول، وقرابة الفجر ذهبت لتجديد الوضوء، ولدى عودتي وجدت الحراس يمنعون الدخول.
كان الزائر هو الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكانت الإجراءات الأمنية مشددة، لكن وجه القطان كان مألوفًا لقائد التشريفة السعودي، الذي رآه فتبسم، بحسب قوله، فسمح له بالدخول، حيث أدى مع الحاضرين صلاة الفجر.
وبمجرد انتهاء الصلاة وجد مبارك أمامه، يرتدى جلبابًا، ويبدو أنه أتم عمرة بمكة، ثم جاء لزيارة المسجد.. فقلت له بشكل عفوي “يا ريس اتق الله، واحكم بما أنزل الله”، فأخذته رعدة، والفت مرتبكا، وأسرع الحراس إليه، وانطلقوا به إلى خارج المسجد”.
وأضاف أنه بعد خروجهم بدقائق فوجئت بعربة كبيرة، حملونى إليها حافى القدمين، وسألنى أحدهم متوجسا: “فين السلاح؟”، رددت بابتسامة فأخذوا يفتشون جيوبي، ويتحسسون جسدي، فلم يجدوا سوى متعلقاتي: منديل وسواك وزجاجة عطر وبضع ريالات.
وأشار القطان وقتها إلى أن ضباطًا مصريين قدموا لاستلامه من مقر أمن الدولة بجدة، وأخذوه إلى مطار القاهرة ومنه إلى سجن طرة، ثم إلى مقر الأمن الوطني -أمن الدولة سابقا- فى “لاظوغلي”، حيث فوجئ باللواء محمد عبد الحليم موسى – خامس وزير داخلية فى عهد مبارك- ، يقول له: “لماذا قلت ذلك؟ فأجاب: “وما الذي يمنع أن يقولها أى واحد منكم لمصلحة البلد؟”.
بعدها عاد القطان إلى السجن قائلاً: “كان المسئولون يقولون لى إنه لا يوجد على أى دليل إدانة لكن مشكلتى مع الرئيس حيث إنهم يقررون الإفراج عنه لكن ضوء أحمر يأتيهم من مكتب زكريا عزمي رئيس الديوان الرئاسي.
يذكر أن على القطان من مواليد 29 أبريل عام 1947، وهو حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 1969، وخدم بالجيش المصرى بين عامى 1969 و1975، حيث شارك فى حربى الاستنزاف و1973، حتى بلغ درجة نقيب بسلاح المشاة.
في عام 1976 توجه إلى فرنسا لدراسة علم الاجتماع، وهناك التقى بالمستشرق الشهير جاك بيرك، ثم توجه إلى السعودية عام 1980 للعمل باحثًا اجتماعيًا، كما زار 50 دولة.