اتهم حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق، السعودية والإمارات بأنهما دمرتا مجلس التعاون الخليجي.
وتحدث بن جاسم خلال حواره مع قناة “فرانس 24” الفرنسية، بث اليوم الاثنين، عن رؤية سعودية إماراتية مشتركة لحل القضية الفلسطينية من خلال التقارب والانحيار لـ “إسرائيل”.
كما تطرق رئيس وزراء قطر السابق في حواره إلى الشأن السوري، والوضع المتوتر في محافظة إدلب، بالإضافة إلى الدور الإسرائيلي في دعم بقاء بشار الأسد.
وكان حمد بن جاسم تولى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية في قطر من عام 1996 إلى 2013، وينظر إليه على أنه الرجل الثاني في قطر حتى بعد خروجه من الحكم.
– الأزمة الخليجية
وخلال حديثه عن أعنف أزمة في تاريخ منظومة مجلس التعاون الخليجي، قال حمد بن جاسم: إن “دول الحصار أرادت الإطاحة بأمير البلاد، ونحن نريد أن نعرف السبب”، مضيفاً: “هم يريدون نهب ثروتنا وسلب سيادتنا، وهذه الأمور خط أحمر بالنسبة لنا”.
وبين أن السعودية والإمارات أضرتا بتجانس مجلس التعاون، مشدداً على “ضرورة إعادة الثقة بين أطراف الأزمة قبل الحديث عن أي حل”، معتبراً أن “لا حل للأزمة الخليجية في ظل مواقف دول الحصار الحالية”.
وأوضح أن السعودية لم تعد قادرة على قيادة مجلس التعاون بعد أن استهدفت أحد أعضائه “بعنف دون أي سبب”، في إشارة إلى حصار قطر.
واعتبر أن الشروط الـ13 التي قدمتها دول الحصار لحل الأزمة لا سند قانوني لها، واصفاً إياها بـ “المزيفة”.
وكشف بن جاسم أن الولايات المتحدة لم تعد تدعم دول الحصار كما كانت في الشهر الأول منه، لأنها لم تجد أي أدلة على صحة ادعاءات الدول المحاصرة لقطر.
كما وصف رئيس الوزراء القطري السابق المسؤولين الذي نفذوا الحصار على بلاده بأنهم “غير مسؤولين”.
وعبر حمد بن جاسم عن خيبة أمله بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لأنه بدأ عهده بالصراعات والنزاعات، بعد أن كان يعتقد أنه “قائد برؤية جديدة”.
وأضاف قائلاً: “محمد بن سلمان فعل الكثير من الأشياء التي تهدد مجلس التعاون”، موضحاً أنه “بحاجة للإصغاء، وعليه الاستفادة من المواهب السعودية”.
ورأى بن جاسم أن “حلفاء محمد بن سلمان في أبوظبي لم يعطوه النصيحة الطيبة، لصالح المملكة والسعوديين”.
وتشهد منطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها، بدأت عندما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً محكماً في يونيو 2017.
– توترات المنطقة
وعن الأوضاع في الشرق الأوسط، قال رئيس وزراء قطر السابق، إنه يجب على الولايات المتحدة الحوار مع إيران بجدية؛ لأن أي حربٍ جديدة ليست في مصلحة الشرق الأوسط.
أما عن القضية الفلسطينية فذكر حمد بن جاسم الذي يتمتع بعلاقات قوية مع إسرائيل أن “السعودية والإمارات تعتقدان أنه يمكن التوصل للسلام بين الفسطينيين والإسرائيليين من خلال الانحياز لإسرائيل”.
وأضاف أن “العرب عندما يتحدثون مع إسرائيل ليس حباً فيها، بل لأنهم يعتقدون أنها مفتاح الكونغرس الأمريكي والسياسة الأمريكية عموماً”.
وعن المشهد السوري ذكر بن جاسم أن “الأسد للأسف انتصر في الحرب لكنه خسر شعبه وبلاده”، متسائلاً: “كيف يمكن أن يحكم الأسد من تبقى من شعبه؟”، لافتاً إلى أن “سقوط إدلب لا يعني نهاية الحرب في سوريا”.
وأشار رئيس الوزراء القطري السابق إلى أن “العامل الحاسم في الموقف الدولي من سوريا كان: هل بشار جيد بالنسبة لإسرائيل أم لا”، مضيفاً: “عند الحديث مع الإسرائيليين كانوا دائماً يقولون نريد بشار لأن الحدود في عهده وعهد والده كانت آمنة، كان هناك تأثير إسرائيلي في حسم الموقف من الأسد”.