الذي يحدث في السعودية الآن
هو مشروع اندماج شامل وكامل في المنظومة الدولية بدينها وثقافتها وسياستها؛ وهي مهمة معقدة وصعبة للغاية فاختاروا لها أشقاهم بعناية فائقة.
وهذا المشروع لابد له من شروط ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية يستوفيها حتى يرضى النظام العالمي.
من ضمن هذه الشروط :
° لا يحق للسعودية أن تقاطع إسرائيل، لأن إسرائيل معترف بها دولياً وهي في القلب من النظام العالمي؛ وعليه فإنه ينبغي الإعتراف بإسرائيل والعمل على إتمام صفقة القرن – ولا يخفى على أحد دور مصر والسعودية في صفقة القرن -.
° استقبال كل البنوك والشركات المتعددة الجنسيات في العالم – والتي يدار أكثرها برؤوس أموال يهودية – حتى لو كانت شركات إباحية وغسيل أموال وخمور.
° إعطاء الحق للآخرين (غير المسلمين) في إقامة دور عبادة خاصه بهم، فتبنى الكنائس والمعابد وغيرها على أرض الجزيرة.
° إطلاق العلمانيين والليبراليين والملاحدة والمتهودين في الإعلام وحماية حرية معتقداتهم.
° لن يقبلوا بعلمنة الدولة فقط؛ بل يستلزم هذا المشروع علمنة المؤسسات والدستور والقوانين بحيث تكون مرجعية الدولة كلها علمانية، ومثال ذلك ( الإطاحة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستبدالها بهيئة الترفيه)
ثم إنشاء مشروع نيوم العملاق الذي يقع على البحر الأحمر وخليج العقبة على مساحة 26500 كيلو متر مربع ( بما يعادل مساحة فلسطين تقريباً) بتكلفة 500 مليار دولار، والتي تشارك فيه مصر ب 1000 كيلو متر مربع من أراضي جنوب سيناء ويتضمن أيضاً أجزاء من الأردن، بإشراف شركة ماكنزي العالمية والتي لها فروع في مصر والسعودية والإمارات والبحرين وقطر؛ ليكون هذا المشروع مدينة ترفيه!!
وكل هذه الشروط هي بعض الأثمان لإتمام هذه العملية ونجاح المشروع؛ ولذلك لابد من الإطاحة بكل القيم الدينية والثوابت المجتمعية بل والأعراف والعادات في سبيل علمنة المجتمع السعودي ودمجه في هذا المشروع.
ومن لوازم مسخ الهوية الدينية الإطاحة بالوهابية بإرثها ورموزها وتراثها، لأن الإبقاء على إرث الوهابية ولو شكلياً قد يعيق هذا المشروع؛ لأن الوهابية كما هو معلوم كان لها قدرة على توجيه السلطة في مراحل معينة وصناعة الرأي العام في داخل المملكة وخارجها لتحقيق مصالح سياسية دولية وإقليمية ومحلية، وقد تركت تراث هائل يتمثل في كتب ومنشورات وفتاوى وعلوم ورموز، والآن ينبغي التخلص من كل هذا.
وهذا المشروع يعتمدون فيه على الصدمة والسرعة والقبضة الأمنية ومحاصرة الرديكاليين والتنكيل بالمعارضين وتشويههم في الداخل
أما في الخارج، فيعتمدون على المال السياسي والجدير بالذكر أن السعودية دفعت إلى الآن مبالغ طائلة من ثروات المسلمين؛ فدفعت للصين 250 مليار دولار ولأمريكا حوالي 800 مليار دولار ودفعت أيضا لبريطانيا وروسيا وغيرهم.
بل إن رئيس إندونيسيا تذمر لأنه أخذ 6 مليارات فقط من السعودية!
وكل هذه الأموال بعض الأثمان لتكوين شراكات وكسب داعمين للنظام الجديد في السعودية الذي يتبنى هذا المشروع.
اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم واجعل هذا نهاية الحكم الجبري وهيئ للمسلمين والمستضعفين من أمرهم رشدا.
هناد الزهيري
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=687207414992418&id=100011094970210&__tn__=-R