من قال إنّه يكفي لدخول الجّنة العمل الخيّر (كالبحث العلميّ، والاختراع…) دون الإيمان الصحيح؛ فهو كافر بإجماع أهل السنّة.
قال القاضي عياض المالكي المغربي: “وقائل هذا كلّه كافر، بالإجماع على كفر مَن لم يكفّر أحدًا من النصارى واليهود، وكل مَن فارق دين المسلمين، أو وقف في تكفيرهم، أو شك”.
شهادة القرآن على مآل غير المسلمين، بعد البعثة الخاتمة:
-“وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران: 85).
-“وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أو مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ” (الأعراف: 50).
-“إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” (المائدة: 72).
شهادة السنّة على مآل غير المسلمين، بعد البعثة الخاتمة:
– قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ” (رواه البخاري ومسلم).
-قال صلى الله عليه وسلّم في خبر آزر يوم الحساب، إنّ الله سبحانه يقول: “إنّي حرّمت الجنّة على الكافرين” (رواه البخاري).
تنبيهات:
-للأسف الشديد، نجح الملاحدة والزنادقة والعالمانيون في تخويف فريق من الدعاة من تكفير الكافر، أو تكفير المقالة الكفريّة.. والفرار من الغلوّ في التكفير إلى التحرّج من التكفير مطلقًا، باب شرّ واسع فتح الطريق لدعاة نحلة “الإبراهيمية!” المزعومة أن يفسدوا دين الله؛ فلا فرق عندها بين إيمانٍ وكفر إلّا في التفاصيل. “فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين” (الحجر/ 94).
-من ظنّ أنّ مسألة تحريم الجنّة على الكافرين، معلومة بين الناس لا تحتاج توضيحًا، فهو واهم كلّ واهم.. وليقرأ ما كُتب ويكتب على الشبكة من الزنادقة كشحرور، ومن يسير في ركابهم، وسيعلم عندها اتّساع الخرق.
-الخير الذي يفعله الكافر، هَدر يوم القيامة، لا يدخله الجنّة. قال تعالى: “قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ . وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ” (التوبة: 53- 54). ونقل القاضي عياض الإجماع على ذلك: “وقد انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم، ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب، لكن بعضهم أشد عذابًا من بعض بحسب جرائمهم”.
-حسنة الكافر أجرها في الدنيا لا الآخرة. قال صلّى الله عليه وسلّم: “إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا” (رواه مسلم).
-اختلف العلماء في أمر الكافر الذي لم تبلغه الدعوة، أو بلغته مشوّهة بصورة لا تحفّزه للنظر فيها. وبعيدًا عن القول في أولى الأقوال هنا بالصواب، ننبّه أنّ ذاك بحث آخر غير حديثنا هنا عن إسقاط شرط الإسلام كليّة لدخول الجنّة.
-هذا الخلل في قضايا الإيمان والكفر، سببه فتنة عقائد النسبية، وما بعد الحداثة، والليبرالية، والجهل بأحكام الشريعة.. وأعظم الأسباب، عدم معرفة حقّ الله سبحانه، وترك تعظيمه جلّ وعلا.
هذا بلاغ للناس.. #حتى_لا_تكون_فتنة .. ولا فتنة أعظم من فتنة ترك بيان الفارق بين الإيمان والكفران، ومآل كلّ فريق.
د. سامي عامري