غوران لامبيرتز، 72 عامًا، والمتقاعد الآن، والذي شغلَ العديد من المناصب القانونية المرموقة في السويد خلال حياته المهنية، منها مستشارًا للعدل في الفترة 2001-2009، وقاضي المحكمة العليا في الفترة 2009-2017، يقول إن انتهاكات الدين من خلال “حرق المصحف وما شابه” يجب حظرها لأنها تُثير الكثير من الغضب والكراهية.
وكتب لامبيرتز على مدونته الخاصة مقالًا في التاسع والعشرين من يناير كانون الثاني الماضي جاء فيه: “مهما كانَ ما تؤمن به وتفكر فيه، فأنه ينبغي عليكَ إظهار الاحترام للناس لطالما أنهم لم يفعلوا شيئًا خطيرًا لدرجة أنهم لا يستحقون ذلك. لذلك من الخطأ بدون شك حرق المصحف. إنه عمل عدواني للغاية واستفزازي وغير محترم، ويزرع الكراهية ويخلق العداء في العالم”.
وتابع لامبيرتز: “حرية التعبير مهمة للغاية في المجتمع الحر. لكن هذه الحرية تتوقف عندما تكون المصالح المتعارضة قوية جدًا، كما في حالة التجسس والتهديد والتحريض ضد مجموعة من الأشخاص والتشهير وغيرها من الجرائم الخطيرة جدًا المرتكبة أو حتى يحتمل أرتكابها من خلال الكلام”.
ويضيف لامبيرتز: “حرق المصاحف يقف على حدود ما يجب السماح به. إنه عملٌ قريب جدًا من التحريض ضد مجموعة من الأشخاص وهو مسيء للغاية لدرجة أنه يمكن للمرء أن يفكر في حظره. وبحسب الفصل السادس عشر، البند الثامن من القانون السويدي، فإنه يُحكم على كل من في بيان أو رسالة أخرى يتم نشرها أو التهديد أو التعبير عن الأزدراء لمجموعة محلية أو مجموعة أخرى من الأشخاص بالإشارة إلى عرقهم أو لون بشرتهم أو أصلهم القومي أو الإثني أو أي عقيدة أخرى ينتمون إليها بالسجن مدة أقصاها سنتان أو بغرامة إذا كانت الجريمة بسيطة”.
ويتابع: “لكن اليوم يُسمح في السويد والعديد من البلدان الأخرى بالحرق، على سبيل المثال الكتاب المقدس والمصحف بحجة أهمية حرية التعبير في المجتمع الحُر. وبما أن القانون ينطبق وبالمقدور الدفاع عنه، فيجب الدفاع عنه أيضًا. وفي نفس الوقت، يمكن للمرء أن يقول بشكل واضح أنه من المزعج للغاية أن يرتكب الناس مثل هذه الأعمال الاستفزازية وغير المحترمة، وأن حرق المصحف هو فعــل يقع على خط الحدود لما يجب السماح به. إن تبرير انتقاد حرق المصحف بحقيقة أنه تخريب ضد طلبنا لحلف الناتو هو أمر غبي، إن لم نقل غبيًا للغاية، عندما يكون الاستفزاز وعدم الاحترام تجاه مسلمي العالم أمرًا خطيرًا حقًا. يجب على ممثلينا أن يخبروا تركيا والآخرين الذين يشعرون بالاستياء أن حرية التعبير هي أمر محوري بالنسبة لنا، ولكن من المزعج للغاية أن يستخدم الناس حرية التعبير بهذه الطريقة”.
واقترح لامبيرتز إجراء تغيير طفيف في البند الثامن من القانون السويدي بحيث يشمل بصورة أوضح توسيع نطاق الحكم الخاص بالتحريض ضد الجماعات العرقية ليشمل حرق المصحف والتحريض المماثل ضد الأديان ومعتنقيها، ويؤكد بأنه من ناحيته “يميل إلى مثل هذا التغيير في القانون الذي يجب أن يتم حتى يُجرم حرق القرآن وما شابه، ليس من أجل استرضاء تركيا وبالطبع ليس من أجل الانضمام للناتو، ولكن ببساطة لأن مصلحتنا مع عدم زرع الكراهية والعداء القوي جدًا.
وكانَ لامبيرتز قدْ كتبَ في وقت سابق على موقعه على الفيس بوك: “من السهل قراءة نص القانون حول حظر حرق المصحف الذي يحرض على الجماعة العرقية المسلمة”.
المصدر: مدونة غوران لامبيرتز