ادعوا لي بالزواج جزاكم الله خيرا.
أعيش في دولة أوربية نساؤهم لا يحبوننا وكثير فيهم اللوطيون, فهم في التلفاز, في الطريق, حتى أنهم يتزوجون ويتبنون أطفالا. فحتى مسلماتهم لا يحبوننا . اللهم ارحمنا واغفر لنا وأبعدنا من المجرمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أنه لا تجوز الإقامة في بلاد غير المسلمين لمن لا يستطيع أن يقيم شعائر الدين، ولا يأمن على نفسه الوقوع في الفتنة.
جاء في فتح الباري: … أي ما دام في الدنيا دار كفر، فالهجرة واجبة منها على من أسلم وخشي أن يفتن عن دينه. انتهى.
وذلك لما يترتب على السكنى بين ظهراني الكافرين من محاذير جسيمة ومخاطر عظيمة. منها: أنه سيجعل على نفسه سبيلاً للكافرين، والله تعالى يقول: وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا {النساء:141}.
ومنها: أنه بمساكنته لهم واختلاطه معهم قد يتأثر في عقيدته فيواليهم محبة وإعجاباً بهم، لما يرى مما عندهم من زهرة الحياة الدنيا وزينتها مما لا يزن عند الله جناح بعوضة.
ومنها: أنه قد يخف عنده الشعور بالكراهية لما هم عليه من كفر بالله تعالى ومنكرات وانحلال، فالنفس تألف ما اعتادته، وفي هذا من الخطر ما لا يخفى، ولن يبقى مع المرء أدنى مقومات الإيمان، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم وأحمد وأصحاب السنن.
ومنها: أنه لا يأمن أن يصاب هؤلاء بعذاب من عند الله تعالى وهو بين أظهرهم فيصيبه ما أصابهم.
ومنها: أنه يعرض ذريته للفساد وأنت خبير بأن الطفل في كثير من بلاد الكفار لا سيطرة لأبيه عليه، ولعلك إذا تأملت هذه المخاطر العظيمة، والمفاسد الجسيمة فهمت قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. خرجه أصحاب السنن.
وحال المسلم أنه عزيز بدينه وبما منّ الله عليه بالهدى والحق، فلمَ تجعل نفسك أخي بدار كفر لست مضطرا لذلك؟ وها أنت تعترف أن أهل هذه البلاد لا يحبون المسلمين حتى بعض المسلمات من أهل هذه البلاد قد تأثرن بذلك، ولذا فإنا نقول لك: إن في بلاد الإسلام متسعا لأهلها من المسلمين.
فاحرص رحمك الله كل الحرص على دينك، وابتعد عن كل ما يعرضك لضياعه أو لنقصانه، نسأل الله سبحانه أن يلهمك الرشد والتوفيق والسداد، وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك على أمور دينك ودنياك.
إسلام ويب