تعرضت أصنام كريستوفر كولومبوس في الآونة الأخيرة للهدم والإزالة في أمريكا وفنزويلا وكولومبيا وغيرها من دول أمريكا الشمالية والجنوبية.
وثقت في هذا الفيديو مجموعة من وقائع إسقاط صنم كريستوفر كولومبوس في أمريكا وكولومبيا وفنزويلا.
الرّحالة الإيطاليّ كريستوفر كولومبوس والذي يطلق عليه مكتشف القارّتين الأمريكيّتين، أو ما يعرف بعرّاب العالم الجديد ارتكب جرائم بشعة ضد سكان الأمريكيتين وصنفه الباحثون بأنه أحد رموز العنصرية في التاريخ، حيث أنه دخل أمريكا حرفياً على أشلاء ودماء أهلها، وسجلت كتب التاريخ فظائع ارتكبها كولومبوس وممولو رحلته الاستكشافية (الإسبان).
ولد كولومبوس في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأوّل لعام 1451 ميلاديّ في مدينة جنوة في إيطاليا، وقد نال شهادته التعليميّة في مادّة الرياضيّات وعلوم الطبيعة في جامعة بافيا من الإقليم اللومبارديّ الإيطاليّ، وفي عام 1492 للميلاديّ شقّ طريقه في رحلة استكشافٍ عبر المحيط الأطلسيّ بتمويل من الإسبان ليصل إلى الجزر الكاريبيّة، وبعد ستّ أعوامٍ من الرّحلة الأولى خرج كولومبوس في رحلةٍ ثانية عام 1498 والتي أسفرت عن غزو القارّة الأمريكيّة الشماليّة بزعم اكتشافها رغم وجود بعض الآثار التي تُشير في دلالتها على وجود اتّصالٍ في سالف العصور بين القارة الأمريكية مع الشعوب والثقافات الأخرى منها الإسلام.
فحين دخل الإسبان إلى “العالم الجديد” تحت قيادة كولومبوس للمرة الأولى، كان السكان الأصليون يخرجون لاستقبالهم عند مداخل المعابد ويشعلون ناراً ويلقون فيها الذهب، لأنهم كانوا يظنون أن النصارى القادمين إلى أراضيهم هم أبناء الشمس، لكن أبناء الشمس أولئك لم يحتفوا بالهنود بالطريقة ذاتها، فقد سلبوا أراضيهم وذهبهم، وحينما حاول السكان مقاومة هؤلاء، أخضعهم جنود كولومبوس بقوة السلاح وقتلوا واغتصبوا آلافاً منهم.
فظاعة جنود كريستوفر في أمريكا فى معاملتهم لسكان القارة الأصليين لم يقف عن حد الجشع فقط، بل أنهم نبشوا قبور الموتى، وانتزعوا الذهب والزمرد من بطون الموتى؛ إذ تقضى الطقوس الدينية الخاصة بالهنود الحمر بدفنه فى بطون الموتى، كما سن كولومبوس سنته السيئة فى جنوده، سواء فى استعباد السكان للعمل بلا مقابل أو فى أسر السبايا واغتصابهم.
أما فى حال تمرد أحد الهنود على هذه المعاملة غير الآدمية، كان الإسبان يلجأون إلى الكلاب الشرسة لتمزيق المتمرد أمام الباقين، ثم تترك الجثث المتمزقة فى الميدان حتى تتفسخ، ليعلم الجميع ما هى عاقبة التمرد، فضلاً عن عقوبات أخرى تقضى بتقطيع الآذان والرؤوس.
كريستوفر كولومبوس رغم أنّه رحّالةٌ ومستكشفٌ تاريخيّ إلّا أنّه كان من الطغاة والقتلة، وذلك استنادًا إلى أدلّةٍ تاريخيّةٍ وصفت رحلة كريستوفر كولومبوس بالإجرامية ضمن الأراضي الأمريكيّة والكاريبيّة وضمن العديد من الرّحلات الاستكشافيّة، وفيما يأتي بعض الجرائم والحالات التي سطّرها التّاريخ في طيّاته حول كولومبوس.
جريمة الخطف والاغتصاب: يروي ميشيل دي كونيو أحد المشاركين في البعثة التي انطلقت إلى القارّة الأمريكيّة قصّة اختطاف كولومبوس للمرأة الكاريبيّة الفاتنة وتقديمها له كهديّةٍ من اللورد كولومبوس من أجل قضاء متعته الشخصية.
جريمة العنف والأذى: والتي قام بها كولومبوس بعد الهجوم الهنديّ الذي كان قوامه 2000 جنديًّا هنديًّا، فبعد أن نجح كولومبوس بالانتصار على الهجوم، أمر عساكره بقطع رؤوس القادة علنًا أمام أعين الجميع، ومن ثمّ أخذ القائد في قرية هيسبانيولا Hispaniola إلى وسط القرية وقام بقطع أذنيه ليكون عبرةً لمن يفكّر في القيام عليه وتهديده.
جريمة الاستعباد: ذكر ميشيل دي كونيو أنّ القائد كولومبوس بعد إغارته على الأراضي الأمريكيّة خاصّةً في هيسبانيولا قام باختطاف أكثر من ألفٍ وخمسمئةٍ من الإناث والذكور، وأرسلهم إلى الدول الأوروبيّة لاستعبادهم من قبل الإسبانيّين، كما أمر الكثير من الهنود وأجبرهم على جمع الذهب والقطن ونحو ذلك من الأمور التي كان التخيير بالقيام بها يقترن بالموت.
جريمة القتل والحثّ على الموت: فبعد استيلاء كولومبوس على الأراضي الأمريكيّة وإفساده النظام السائد فيها، ومع استعباده لسكانها الأصليين، كلّ هذه الأمور دفعت ما يقارب الخمسين ألف هنديّ إلى الانتحار الجماعيّ، وذلك لما رأوه من المعاملة من الرّحالة الطاغية كريستوفر كولومبوس، وبعد 56 عامًا على الرحلة الأولى ومن أصل أكثر من ثلاثمئة ألف نسمةٍ من الهنود لم يتبق منهم سوى خمسمئة شخصٍ فقط.
جريمة التعذيب: لم يقتصر إظهار الوجه الوحشيّ لكولومبوس على سكّان أمريكا الأصليّين، بل تجاوزه إلى إسبانيا ورهبانها ونسائها، فقد جلد رجالها بالسّاحات، وكان يعاقب النساء بتعريتهن ووضعهن على ضهر الحمار، كما أمر بقطع الأذنين والأنف وأجرى حكم المشانق ونحو ذلك من الأساليب التعذيبيّة التي تدفع للموت في غالبها.
بيع الفتيات الصغيرات: وهي شهادةٌ أدلى بها صديقٌ لملكة إسبانيا يُدعى دونيا خوانا دي لاتوري، والذي شهد على تجار العبيد الذين يقصدون المناطق التابعة لكولومبوس من أجل شراء الفتيات اللواتي لم يبلغن العاشرة من عمرهنّ مقابل المال.
قطع رؤوس الرهائن: أشار الأخصائيّ في تاريخ الغزو الإسبانيّ لقارتيّ أمريكا بنجامين كين إلى أنّ كولومبوس أمر بقطع رؤوس العبيد الهنود لكي لا يضطر كولومبوس مع جنوده إلى بذل المجهود في فكّ أغلالهم.
الخوض في جرائم كريستوفر كولومبوس يدفعنا لطرح العديد من الحقائق التاريخية حول هذا الرّحالة واكتشافاته، فبعد أكثر من نصف قرنٍ من الزّمن مرّ على اكتشاف كولومبوس للعالم الجديد كما يُزعَم، استمرّ تكريم اكتشافه حتّى هذا اللحظة قائمًا في شهر تشرين الأول من كلّ عام، ولكنّ المختصّين في علم التّاريخ لم يقفوا ساكنين لإنجاز كريستوفر بل نبشوا في طيّاته وحقائقه التي ساهمت وواكبت رحلته ضمن العالم الجديد لينقلوها إلى العالم وتغيير صورته كبطلٍ في عيونهم، مما أدّى إلى نشوء جدلٍ واسعٍ في هذا المجال.
كولومبوس والسكان الأصليون
كغيره من الرّحالة والمستكشفين كان لزامًا على كريستوفر أن يواجه سكّان العالم الجديد الأصليين، فكان رؤية كولومبوس لهم دونيّةً بالكامل، وقد نظر إليهم كعقباتٍ لا كثروةٍ يمكن الاستفادة من حضارتهم وثقافتهم وتاريخهم، وفيما بعد أطلق عليهم لقب الهنود، وقد اختلف المؤرخون حول العلاقة التي ربطت كولومبوس بالهنود ولكنّ بعضهم أجمع على حقائق تظهر طبيعة العلاقة التي ربطت كولومبوس بالسكان الأصليين سيتمّ ذكرهم فيما يأتي:
الحرص على التعامل بعنف وقسوة وفرض الدين المسيحي على السكان.
الحرص على الاستعباد والتجارة بالرقيق والتعامل معهم على أنّهم سيكونون خدمًا لشعبه طوال حياتهم.
الحرص على فرض السياسات الوحشية وقمع أيّ محاولةٍ للانقلاب من خلال شنّ حملاتٍ وحشيةٍ على من يفكرّ بذلك حتّى.
كولومبوس وعصر الاستكشاف
سميّ العصر الذي ساد فيه كولومبوس في عالمه الجديد بعصر الاستكشاف، وأدّى إلى الشهرة الواسعة للرحالة، وقد ساعده ذلك في الأمور القياديّة للاستمرار في رحلاته الاستكشافيّة، ولكنّ هذا العصر كان له عواقب جانبيّةً ونفسيّةً لكولومبوس والذي قام بفرض حكمٍ عنيفٍ واستعباد السكان، بالإضافة إلى ذلك حرص كولومبوس على جلب العديد من الأمراض الجديدة والمختلفة لعالمه الجديد، والتي تعمل على تدمير هذا الشعب في إطارٍ زمنيٍّ بعيد، وقد أشار لذلك العلماء والمؤرخون بمصطلح الحرب البيولوجيّة التي شنّها كولومبوس على السّكان الأصليين، ومع ذلك فلا يمكن ألا نذكر التبادل النباتي والحيوانيّ وتبادل السلع والتجارة التي كانت المورد الأول لصندوق رحلاته بين الشرق والغرب والأمريكيتين.
“كولومبوس” متهم أول في عمليات الإبادة الجماعية للهنود الحمر، ويعتقد الباحثون أن جنوده، ارتكبوا أنواع مختلفة من فنون العذاب والقتل، فبعد رحلة كولومبوس الأولى بـ 56 عاماً، يقال إن عدد مَن تبقى من الهنود على قيد الحياة فى جزيرة هيسبانيولا، وهى ثاني أكبر جزر الأنتيل، وتقع شرقى كوبا، وصل إلى 500 فقط من أصل 300.000 كانوا يعيشون هناك.
المقال منقول بتصرف من مجموعة مقالات مترجمة إلى العربية