نظم عدد من الأئمة والعلماء اليوم الخميس وقفة أمام القصر الرئاسي في نواكشوط للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي.
وشارك في الوقفة اليوم الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وألقى كلمة أمام المشاركين فيها.
وقال الشيخ في كلمته إن الله لم يجعل الخيار لمسلم ولا مسلمة في أحكام الشرع، حيث قال: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.
ونبه الشيخ الددو إلى أن إقامة الحدود الشرعية مصلحة للعباد، فالله غني عنهم، ولم يشرع لهم شيئا إلا لمصلحتهم، مردفا أن إقامة حد شرعي واحد خير للأرض من المطر لأسبوع،
وأضاف الشيخ أن مصلحة البشرية في شرع الله، وأي تعطيل لها ولو كان حكما واحدا فهو محادة لله ومنازعة له في ملكه، ومن نازعه في ملكه قصمه، فهو قاصم الجبابرة.
وأشار الشيخ إلى أنهم ليسوا بالخيار، وليسوا كالمطالبين بالحقوق الشخصية، وإنما يطالبوا بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، وبإعلاء كلمة الله بين عباده، وبما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ونزل به جبريل من عند الله، وهو تطبيق أحكام الله كلها دون استثناء، ودون اقتصار على أي جانب من جوانبها.
وقال الشيخ الددو إنهم خرجوا ليسمعوا كلمتهم لجميع أهل الأرض، ولجميع حكام المسلمين أنه لا خيار لهم، وأن مصداقيتهم وشرعيتهم مربوطة بتطبيقهم لشرع الله، فمن خالف شرع الله، ورد عليه فلا شرعية له، ولا حكم له.
وأكد الشيخ أن المطالبة بتطبيق الشريعة لا ترتبط بحادث معين، وليس مطالبة بدم شخص محدد، وإنما هي قيام بواجب، وتأخر القيام به لا يسقطه، وذلك للمطالبة بتطبيق الشريعة في كل زمان، وكل مكان.
أما الشيخ محمد ولد آبواه فقال إن العلماء والأئمة خرجوا اليوم للمرة الثانية للمطالبة بتطبيق الشريعة، مردفا أن يسعدون بحرارة الشمس لأن ما يقفون للمطالبة به أهم من كل شيء، ومستعدون في سبيله لكل شيء.
وأضاف ولد آبواه أنهم لا يطالبون بالرواتب، ولا الماء ولا الكهرباء، ولا أي مطالب تتعلق بالمساجد، وإنما لديهم ما أهم من كل ذلك، لأنهم يريدون تأمين المأمومين، والشعب الموريتاني، الذي لم يعد آمنا لا في بيته، ولا في طريقه، ويتربص به القتلة في كل مكان.
وأردف ولد آبواه جئنا هنا أمام هذه القيادة التي قطعت على نفسها عهدا بأنها تريد الصالح لهذا الوطن ولهذا المجتمع، والصالح اليوم هو تطبيق حدود شرع الله على عباد الله في أرض الله.
وأكد ولد آبواه أن القتل لا ينفع فيه إلا القتل، {ولكم في القصاص حياة}، مردفا أن لكل داء دواء، ودواء قطاع الطرق أوضحه الله تعالى في كتابه.
وتساءل ولد آبواه عن المانع من القصاص، قائلا إذا كان يمنعهم منه ما يسمونه حقوق الإنسان، فلم لا يعتبرون حق الإنسان المقتول، وحق ذويه، والأيتام والأرامل الذي تركهم، في مقابل حق مجرم ينقل الإجرام إلى المجتمع.
المصدر: وكالة الأنباء المستقلة