لا أعيش في الغرب ولا معي جنسية غربية ولا أنصح بالعيش فيه لكن كما ذكرت سابقًا فيما يتعلق بعمليات القتل (العشوائية) التي تنسب للمسلمين سواء كانت صحيحة أم مدبرة فأنا ضدها ولا أرى منها إلا كل شر على الإسلام وأهله.
نعم الغرب ينوي بالإسلام وأهله كل شر وسوء ويخطط لإيقاف انتشار الإسلام وهذا أؤكد عليه دائمًا لكن مثل هذه العمليات تسرع هذه الإجراءات وبقوة وتؤدي إلى إسكات صوت المسلمين المستضعفين وجعلهم يشعرون بالذل فلا يستطيعون رفع عقيرتهم ضد أي قوانين أو إجراءات جديدة، وقد جربنا ذلك حتى في بلادنا العربية ورأيناه فبعد كل عملية كانت الأنظمة تزيد التضييق وتعتقل مئات الأبرياء ولا أحد يجرؤ على الإنكار أو رفع صوته فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة وعامة الناس لا حول لهم ولا قوة وليس لديهم ما يدفعون به عن أنفسهم إذا وقع التعدي عليهم ونفس الوضع بالنسبة للمسلمين في الغرب فأنت تضعهم في مواجهة غير عادلة مع عدو فاجر حاقد يكن للإسلام وأهله كل سوء وشر!
العداوة قائمة ومستمرة لكن بعد بحث وتفكير واسترجاع لأحداث السنوات الماضية ما رأيت خيرا من هذه العمليات حيث أصبح المسلمون الآن أسرى في بيوتهم وأصبحت المسلمات سبايا وأطفالهم كالعبيد لا يستطيعون رفع عقيرتهم بعد هذه الأعمال ويستمر التضييق أكثر وأكثر دون أي جدوى من هذه العمليات العبثية التي لا نهاية لها ولا منفعة منها حتى على المدى الطويل ولا أقول القريب!
كلامي هذا إن صحت نسبة هذه الأعمال للمسلمين!
أقول هذا بعد أن رأيت استبشار البعض بهذه الأعمال العبثية التي لن تسقط نظاما ولن توقف ظالما وتزيد جرأة الكفار على المسلمين والاعتداء على المسلمات ووقوع جرائم لا يعلمها إلا الله بحقهن فلا هي ردعت ظالما ولا رفعت ظلمًا فبأي عقل يفكر هؤلاء؟
فقط لو رجعنا إلى الوراء بعد سقوط الدولة العثمانية وتقسيم بلادنا واحتلالها ثم خروج الغرب منها فوجئوا بانتشار الإسلام في عقر دارهم بالدعوة فقط ونحن في قمة الاستضعاف وحتى بريطانيا وفرنسا هذه كانت منذ سنوات قليلة تعد مقرًا للجماعات الجهادية تصدر منها المجلات والنشرات ويسمح للدعاة والنشطاء بالسفر إليها للدعوة فماذا حصل بعد انتشار الأعمال الانتقامية العشوائية؟
لا شيء سوى ما ترون من تضييق وإذلال للمسلمين ومن أراد أن يعرف أثر هذه العمليات فلا يتحدث من غرفته الضيقة بل يتحدث مع المسلمين الذين عاشوا هذه الأحداث وكيف أصبحوا مثل الرهائن لا صوت لهم ولا رأي ولا يملكون حتى رفاهية الاعتراض كالذبيحة التي تجر إلى المسلخ دون مقاومة!
لا أنصح بالعيش في الغرب مطلقًا وأبرأ إلى الله من هذه الأعمال العشوائية ولولا استبشار البعض بها لما علقت فلست في حاجة للإنكار ولا أكتب هذا من أجل أن يراه الغرب الصليبي بل كتبته فقط للمسلمين.
أختم بقصة وقعت لي عام 2013 حيث صادف وجودي في مكان حادثة مثل هذه ففوجئت بالشرطة تطوق كافة العمائر وتعتقل كل من يظهر عليه السمت الإسلامي وشاء الله أن تنتهي الحملة قبل المبنى الذي أسكنه!
كنت نائما واستيقظت من نومي على صوت الانفجار وطرق بواب العمارة الذي فوجئت به قد حلق لحيته وجاء يطلب مني حلق لحيتي فورا لأن الشرطة تمشط المكان وتقترب من العقار ودون تردد أو تفكير فعلت ذلك وصعدت إلى منزل صاحب العقار للاحتماء به وشاء الله لي النجاة بعد أن توقفت حملات التمشيط عند العقار المجاور لنا!
مات منفذ العملية وقتل بعض المارة بينهم أطفال ولم يقتل الشخص المستهدف بالإضافة إلى عشرات الجرحى!
هذا في بلادنا فما بالكم بالغرب!
لا أقول إن السلمية هي الحل لكن أيضا القتل العشوائي لعوام هذه الشعوب ليس الحل فالسلمية بمعنى الاستسلام مفسدة، وكذلك العمليات العشوائية الانتقامية التي لا تفرق بين رجل أو طفل أو امرأة في ظل الاستضعاف الكامل وقوة العدو مفسدة أكبر!
مصطفى الشرقاوي