مَنْ قَالَ أَنَّ المُلْحِدَ لا يُؤْمِنُ بِإِلَـٰهٍ؟
المُلْحِدُ مُؤْمِنٌ بِإِلَـٰهٍ قَطْعًا، وَإِنْ أَنْكَرَ هَذَا فِي كُلِّ مَحْفَلٍ ومَجْمَعٍ، وَهَا هِيَ مَعْلُومَاتٌ عَنْ إِلَـٰهِهِ :
١- اسْمُهُ: الإِلَـٰهُ صُدْفَة.
٢- طَبيعَتُهُ: عَشْوَائِيٌّ بِذَاتِهِ، قَدْ يَكُونُ قَدِيمًا أَزَلاً أَو حَادِثًا ذَا بِدَايَةٍ، أَوْ رُبَمَا يَكُونُ جَامِعًا بَينَ القِدَمِ وَالحُدُوثِ فِي آنٍ وَاحِدٍ، هُوَ أَصْلاً لا يَعْلَمُ شَيَئًا عَنْ نَفْسِهِ.
٣- صِفَاتُهُ: لا يَحْمِلُ هَذَا الإِلَـٰهُ صَفَاتٍ مُحَدَّدَةً، لأَنَّهُ مَحْكُومٌ – كَمَا أَنَّ عَابِدِيهِ مَحْكُومُونَ كَذَلِكَ – بِقَوَانِينَ فِيزْيَائِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ، فَهُوَ وَالذِينَ يَعْبُدُونَهُ حَتَّمِيُّونَ مَجْبُورُونَ، مَعَ كَونِ طَبِيعَتِهِ عَشْوَائِيَّة.
٤- أفْعَالُهُ: يَدَّعِي الَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ أَنَّهُ أَوجَدَ هَذَا الكَونَ الَّذِي يَتَمَيَّزُ بِالدِّقَّةِ وَالنِّظَامِ وَالجَمَالِ، مَعَ اعْتِرَافِهِم أَنَّ دِلالَةَ اسْمِهِ – الصُّدْفَة – وكَذَا طَبِيعَةَ ذَاتِهِ – العَشْوَائِيَّة – تَأْبَيَانِ ذَلِكَ فِي حُكْمِ عُقُولِهِم، إِلا أَنَّهُم مُؤمِنُونَ بِهِ غَيبًا لأَنَّهُ إِلـٰهٌ، وَوَاجِبٌ عَلَيهِمُ التَّصْدِيقُ!
٥- أَوَامِرُهُ وَنَوَاهِيهِ: هُوَ إِلـٰهٌ لا يَعْتَرِفُ بِمَفْهُومِ الخَيرِ وَالشَّرِّ، فَهُمَا عِنْدَهُ سَوَاءٌ، وَهَذَا الوُجُودُ إِنَّمَا هُوَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الذَّرَّاتِ وَالجُزَيئَاتِ وَالطَّاقَاتِ المُخْتَلِفَةِ، وَالتِي لا تَحْمِلُ فِي جَعْبَتِهَا مَعَانِي الخَيرِ وَالشَّرِّ، وَالَّذِينَ يُقَدِّسُونَهُ يَعْرِفُونَ هَذَا جَيِّدًا…إِلا أَنَّهُم – للأَسَفِ – لا يَصْدَحُونَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ تَلْفِظَهُمُ العَامَّةُ وَلا يُقْبَلُونَ.
Abdullah Shaibi