البوست ده يا جماعة غير موجه لبرنامج الدحيح، ولا مقدمه أحمد الغندور، ولا للهتيفة العميان اللي ماشيين مغمضين كالقطيع .. لكنه موجه لهؤلاء الذين لا يجدون مشكلة في البرنامج إلى الآن، على الرغم من مصائبه، وعلى الرغم من تكرار هذه المصائب مرة بعد أخرى، بحجة أن الدحيح “ملوش علاقة بالأديان” أو إنه “بيقول علم حيادي” .. على الرغم من إننا أوضحنا أكثر من مرة أن ما يعرضه في حلقاته مش علم، وإنما فلسفات مادية .. وإنه في أحوال كثيرة جداً تعدى الموضوع العلمي إلى الإطار الفلسفي الإلحادي!
في الحلقة المعنونة (الدحيح كوميدي) وبالتحديد في الدقيقة 10:30 يقول الدحيح ما نصه:
“في أواخر القرن السابع عشر والثامن عشر بدأت تظهر المنهجية العلمية، اللي حطها الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون. العصر ده ظهر فيه علماء زي جاليليو ونيوتن، وفلاسفة زي ديكارت وهيوم وإسبينوزا.
المنهجية العلمية بخطواتها الصلبة الواضحة بدأت تحط حاجات كثير على جنب وتاخد مكانها .. حاجات زي الأساطير والعادات والتقاليد والأديان والألش”.
دلوقتي لو حضرتك مسلم، ولم يتمعر وجهك من الجملة دي في حد ذاتها اللي جمعت بين الخرافات والألش ودينك، تبقى حضرتك إما محتاج تراجع إيمانك، أو إن حضرتك معدوم الدم!! ثاني، الكلام ده غير موجه للتيوس اللي عارفين إنهم تيوس .. الكلام ده موجه للمخدوعين اللي لسه ماشيين وراه بحجة إنه برنامج علمي محايد بعيد عن الأديان.
لما يقول لحضرتك إن “المنهجية العلمية” أزاحت الدين على جنب، مش بس كده، لا و “أخذت مكانه” .. يبقى حضرتك محتاج تفهم إن الموضوع مش برنامج علمي .. لكنه برنامج معد لتقديس الفلسفة المادية الإلحادية، وتعبيد الناس للعلم التجريبي باعتباره بديلاً عن الدين، وليس مجرد برنامج شعبوي!
طيب هل الغرب فعلاً هو من أسس للمنهجية العلمية؟
الإجابة هي: بالطبع لا .. الغرب نفسه يعترف بصراحة أن أسس منهج العلوم التجريبية والمنهجية العلمية وضعها المسلمون في الأساس، وليس فرانسيس بيكون، ولا من سبقه روجر بيكون.
يقول عالم الأنثروبولوجيا والمؤرخ الفرنسي (روبرت بريفولت): “إن روجر بيكون درس اللغة العربية والعلم العربي في مدرسة أوكسفورد على يد تلامذة معلمي العرب المسلمين في إسبانيا، وليس لروجر بيكون ولا لسميه الذي جاء بعده (يقصد فرانسيس بيكون) الحق في أن ينسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي، فلم يكن بيكون إلا رسولا من رسل العلم والمنهج الإسلامي التجريبي إلى أوروبا المسيحية)
المصدر: Robert Briffault, The making of Humanity (Londres, 1919), P.200
وهتلاقي هنا مثلاً احتفال اليونيسكو بالحسن ابن الهيثم باعتباره مؤسس المنهجية العلمية:
فلما يضحك عليك الدحيح ويستغفلك، ويفهمك إن المنهجية العلمية اختراع غربي جاء ليضع الدين على جنب ويحل محله، وحضرتك تسمع وتهز رأسك (مشيها رأسك)، ويخفي عنك متعمداً إن المسلمين في الحقيقة هم من أسسوا للمنهجية العلمية .. يبقى بيستغفلك وبيدلس عليك بمنتهى الوضوح!!
ولما يضحك عليك ويستغفلك ثاني ويقولك إن المنهجية العلمية أزاحت الدين وأخذت مكانه، مع إن “فرانسيس بيكون” اللي هو بيستشهد بيه ده هو نفسه بيقول حرفياً: “القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، لكن عمق الفلسفة يجلب عقول الناس إلى الدين” .. يبقى العيب عليك إنك سايبه يستغفلك!
Bacon, Francis (1625). The Essayes Or Covnsels, Civill and Morall, of Francis Lo. Vervlam, Viscovnt St. Alban. London. p. 90. Retrieved 7 July 2019.
تقدر تقولي، إيه المشكلة في البرنامج “العلمي” لو ذكر (ابن الهيثم) بدل (فرانسيس بيكون)؟ أقولك أنا: علشان الجملة (الطبخة اللي بتقول إن المنهج العلمي جاء ليحل محل الدين) هتبوظ منه لو قرنها بعالم مسلم!!
لسه برضه هتهز راسك (مشيها راسك ثاني) وتفضل مغمض عينيك وتقولي يا أخي إنتوا متحاملين عليه كده ليه؟
أشرف قطب