أعربت الصين عن تقديرها لخطاب شارك في التوقيع عليه 37 سفيرا أجنبيا وأرسلوه إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، لدعم موقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بمنطقة تركستان الشرقية.
وأرسل سفراء 37 بلدا، من بينها (باكستان، السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، مصر، سوريا، السودان، الجزائر، روسيا وكوبا..)، يوم الجمعة خطابا مشتركا إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وأعرب السفراء في الخطاب عن دعمهم لإجراءات الصين ضد المسلمين في تركستان الشرقية وأثنوا على النتائج التي حققتها إزاء مكافحة ما يسمى الإرهاب والتطرف.
وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي إن الصين تثمن موضوعية تلك البلدان وعدالتها.
وقال السفراء في الخطاب إنهم لاحظوا “مع الإشادة بذلك” أن حقوق الإنسان تحظى بالاحترام والحماية في الصين، في إطار عملية مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأضاف السفراء أنهم رأوا وسمعوا في شينجيانغ (تركستان الشرقية المحتلة) ما يناقض تماما مع ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الغربية.
وشدد السفراء بقولهم “نحث البلدان المعنية على الامتناع عن توجيه اتهامات للصين تفتقر إلى الأُسس وتستند إلى معلومات غير مؤكدة، قبل زيارة شينجيانغ.”
وقالت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها اليوم إن انتهاكات الصين للمسلمين في إقليم تشنغيانغ تعني إما الوقوف مع المضطهدين والحديث بصراحة، أو السكوت عليها ولعب دور المتواطئ معها. وقالت إن هناك مليون مسلم إيغوري ومن الأقليات الأخرى احتجزتهم الصين في معسكرات جماعية، ولكنها استطاعت إسكات الذين توقعت منهم توجيه انتقادات لها.
وتساءلت قائلة: “ما الذي يدفع الناس للحديث بصراحة؟”، مشيرة إلى أعداد كبيرة من المسلمين الإيغور الذين يعيشون في الخارج، ويحاولون الحصول على أخبار من إخوانهم وآبائهم وأطفالهم في منطقة تشنغيانغ، وطغى اليأس عليهم من تعرض من يحبون للانتقام.
ومع أن الرهانات للدول قليلة، إلا أن النقد للانتهاكات بدأ وببطء يجمع زخمًا. ففي الأسبوع الماضي، وقعت 22 دولة، بما فيها بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان، رسالة إلى مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، شجبوا فيها معاملة الصين للإيغور وبقية الأقليات.
وتصور الصين، التي أنكرت في البداية، وجود المعسكرات على أنها “مراكز تدريب مهني” لمنح الإيغور فرصًا اقتصادية ولمواجهة الإرهاب أيضًا، مع أنه لا يعرف السبب الذي يجعل أساتذة الجامعة بحاجة لمهارات يدوية، ولماذا تحاط “المراكز” بأسلاك شائكة.
وعبر المحتجزون في زيارات نظمتها السلطات الصينية للصحافيين عن امتنانهم للسلطات التي أنقذتهم من التطرف. ولكن في خارج الصين، يتحدث المعتقلون السابقون عن عملية تثقيف سياسي، وانتهاكات تصل في بعض الأحيان للتعذيب، وتفاصيل عن أسباب اعتقالهم مثل اتصالهم مع أقاربهم في الخارج. وتعتقد الصحيفة أن اعتقال واحد من كل عشرة إيغوريين هو سيء بحد ذاته، لكنه جزء بسيط مما يجري في الإقليم، فمن يعيشون اسميًا أحرارًا يعيشون تحت نظام رقابة دائمة.
وزادت عمليات إنشاء رياض الأطفال التي يوضع فيها الأطفال الذين سجن آبائهم، وجرى فيها تعليمهم مبادئ الحزب الشيوعي على يد الموالين للحزب، فيما دمرت المساجد والمناطق المقدسة الأخرى.
وتتعامل دعاية الحزب مع أي تعبير عن الثقافة الإيغورية؛ بأنها محل للشك وخطيرة. وما يجري هو محو للهوية الإيغورية، ولكن الصين استطاعت مواجهة الرسالة بأخرى وقعت عليها 37 دولة، بما فيها دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي تزعم أنها تدعم الأقليات المسلمة لكي تحافظ على ثقافتها وهويتها الدينية. وحصلت الصين على مصادقة من قطر وسوريا والسعودية والإمارات والكويت وميانمار وكوريا الشمالية.. لدعمها في القضاء على الهوية الإسلامية في تركستان الشرقية.